وفرّشَتْه بالألف والتثقيل [1] . ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فأمّا أنا فواللهِ دُونَ أن أُعطِيَ ذلك ضَرْبٌ بالمَشْرَفِيّةِ تطير مِنْهُ فَراشُ الهَام ، وتَطَيحُ السَّواعِد والأقْدَامُ » [2] . والفَرْشُ : الفضاءُ الواسعُ من الأرض . والمفارش : كلّ ما افترشته . وما بَقي من الغدير إلاّ فراشة : أي ماء قليل [3] . وباعتبار الانبساط والطمأنينة للفراش استعار منه عليّ ( عليه السلام ) وعظه ووصاياه لهم بقوله : « وفَرَشْتُكُم المَعْرُوفَ مِن قَوْلي وفِعلي » [4] . ويقولون : افترش الرجلُ لسانه ، إذا تكلّم كيف شاء [5] .
[ فرص ] في حديث عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : « لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن عليّ ( عليه السلام ) نظر إليه من كان مَعَه فإذا هو بخلافهم ، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تَغيّرتْ ألوانهم وارتعدت فرائصهم وَوَجَبت قلوبُهم » [6] .
الفريصة : اللحم الذي بين الكتف والصدر . وجمعها فريص وفرائص . يقال : فَرَصه يَفْرِصه فرْصاً : أصاب فريصته . وفُرِص فَرَصاً وفَرْصاً : شكا فريصته . وفروص الرقبة وفريسها : عروقها [7] . ومنه حديثه ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي لأكره أن أرى الرجل ثائراً فريص رقبته قائماً على مُرَيّته يضربها » . قال الأصمعي : الفريصة هي اللحمة التي تكون بين الكتف والجنب التي لا تزال ترعد من الدابّة ، قال أبو عبيد : الذي قاله الأصمعي هو المعروف في كلام العرب ، ولا أحسب الذي في الحديث إلاّ غير هذا ، كأنّه أنّما أراد عصب الرقبة وعروقها لأنّها هي التي تثور في الغضب [1] . وقيل : أراد شعر الفريصة ، كما يقال : ثائر الرأس ، أي ثائر شعر الرأس [2] . والفُرصة : القطعة من الصوف أو القطن ، وهو من فرصتُ الشيء ، أي قطعته . كأنّها اقتطاع الشيء بعجله [3] . ويقال للنُهزة فُرصة ، لأنّها خِلسة .
ومن هذا جاء كلام عليّ ( عليه السلام ) : « وَقَدْ أَرَدْتُ تَوْلِيةَ مِصْرَ هَاشِم بنَ عُتْبَةَ ، ولو وَلَّيتُهُ إيّاها لما خَلَّى لَهُم العَرْصَةَ ، ولا أَنْهَزَهُم