مَوْرِ أَمْواج مُسْتَفحِلَة » [1] .
مستفحلة : يقال : استفحل الأمر ، أي تفاقم . واستفحل أمر العدوّ ، إذا قوي واشتدّ ، فهو مستفحِل . وأراد ( عليه السلام ) وصف هذه الأمواج بشدّتها وعِظمها . والفَحْل والفُحّال : ذكر النخل ، والفَحْل : حصير تُنْسَجُ من فحّال النخل ، والجمع فحول ، وقيل له : « فحل » لأنّه يُسوّى من سعف الفَحْل من النخيل ، فتُكلّم به على التجوّز . وفي الحديث : « أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) دخل على رجل من الأنصار وفي ناحية البيت فَحْل من تلك الفحول » [2] . وباعتبار الشدّة والقوّة قال عليّ ( عليه السلام ) : « ولَقَد كان الرَّجُلُ مِنّا والآخَرُ مِن عَدوّنا يتَصَاوَلان تَصَاوُلَ الفحلين » [3] . ويقال لزوج المرأة : « فحل » تشبيه بفحل الإبل ، ومنه يفسّر حديث الصادق ( عليه السلام ) : « ما أُحبّ أن يتزوّج ابنة فحل قد رضع من لبنه » [4] . والفحيل : المُنجب في ضِرابه ، ومنه قول الراعي :
كانت هجائنُ مُنْذر ومُحَرِّق * أمهاتِهنَّ وطَرْقُهُنَّ فحيلا [5] والفَحل : سُهيل سمّته العربُ بذلك تشبيهاً بفحل الإبل لاعتزاله النجوم [6] .
[ فحم ] في الحديث : « لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمسُ حتّى تذهب فَحْمَة العِشاء » [1] .
فحمة العشاء : يعني شدّة سواد الليل وظلمته ، وإنّما يكون ذلك في أوّله ، حتّى إذا سكن فوره قلّت الظُلمة وقال الفرّاء : يقال : أفحموا عن العشاء ، لا تسيروا في أوّله حين تفور الظلمة ، ولكن أمْهَلوا حتّى تسكن ذلك ، وتعتدل الظلمة ثمّ سيروا [2] . شبّه ( صلى الله عليه وآله ) الظلمة في هذا الوقت بالفَحمة ، وهي الهَنة السوداء التي أحرقت النار أجزاءها وأحالتها عن هيئتها والجمع فحَم كسعفة وسَعَف [3] . وشعر فاحم ، إذا كان شديد السواد ، وفحيم أيضاً [4] . وفَحَمَ الصبيُّ يَفْحَمُ فُحوماً وفُحَاماً : بكى حتى انقطع صوته . ومنه قيل : أفحمتُ الخصمَ