عليّ ( عليه السلام ) إلى عثمان بن حنيف : « فقد بَلَغني أنَّ رَجُلاً مِن فِتْية أهَل البَصْرَةِ دَعَاَكَ إلى مَأدُبَة » [1] . قال القتيبي : ليس الفتى بمعنى الشابّ والحدث ، وإنما هو بمعنى الكامل الجزل من الرجال ، يدلك على ذلك قول الشاعر إنّ الفتى حمّال كل ملمّة * ليس الفتى بمنعّم الشُّبّان [2] والفتيّ كالفتى ، والأنثى فتيّة ، ويقال للبكرة من الإبل فتيّة ، وبكر فتيّ ، كما يقال : للجارية فتاة وللغلام فتىً [3] .
والفتيان الليل والنهار . يقال : لا أفعله ما اختلف الفتيان ، يعني الليل والنهار ، كما يقال : ما اختلف الأجدّان والجديدان [4] . ويأتي الفتى بمعنى العبد والفتاة بمعنى الأمة ، كما في قوله تعالى : ( مِن فَتَياتِكُم المُؤْمِنَاتِ ) [5] .
ومنه جاء قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يقولنّ أحدكم عبدي وأمتي ، ولكن فتاي وفتاتي » . أي غلامي وجاريتي ، كأنّه كره ذكر العبودية لغير الله تعالى [6] .
وقد جاء الفتى في التنزيل أيضاً بمعنى التلميذ والصاحب كما في قوله تعالى ( وإذْ قَالَ مُوسى لِفَتاه ) [7] . وأكثر المفسرين أنَّ الفتى يوشع بن نون ، وسمّاه فتاه لأنّه صاحبه ولازمه سفراً وحضراً للتعلّم منه ، وقيل : لأنّه كان يخدمه [1] .
ومنه قول الصادق ( عليه السلام ) : « المروءة والفتوّة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، وبرّ معروف ، وأذى مكفوف » [2] .
ورداءه ممشّق ويقال ممشوق : مصبوغ بالمشق ، بالكسر والفتح ، وهو طين يُصبغ به الثوب ، أو المغرة ، وهو صبغ أحمر [3] .
[ فجج ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولا جَبَلٌ ذو فِجَاج » [4] .
الفجُّ : الطريق الواسع بين جبلين ، وهو أوسع من الشِّعب . وقال ثعلب : هو ما انخفض من الطرُق ، وجمعه فِجاج وأفجّة ; وكلّ طريق بَعدُ فهو فجّ . والفجّ في كلام العرب تفريجك بين الشيئين ، يقال : فاجّ الرّجلُ يُفاجُّ فِجاجاً