الأشياء في ماهية ذلك الشيء [1] . وباعتبار التبدّل والاختلاف قال ( عليه السلام ) : « واستبدل الله بقوم قوماً ، وبيوم يوماً ، وانتظرنا الغِيَرَ انتظار المُجْدِب المطر » [2] . أراد بالغِيَر تغيّرات الدهر وتقلّبات الأحوال [3] .
[ غيض ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصفه تعالى : « الجَوَاد الذي لا يَغيضُهُ سُؤالُ السَّائِلين » [4] .
الغيض : يقال : غيّضت الدمع : نَقَصته وحبسته . وأعطاه غيضاً من فيض ، أي : قليلاً من كثير . وغاض الماءُ يَغيضُ غيضاً ومَغيضاً ومغاضاً وانغاض : نقص ، أو غار فذهب . وغاض الكرام : قلّوا [5] . ومن هذا جاء وصفه ( عليه السلام ) لفتنة بني أُميّة : « تَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً ، وتَغِيضُ الكِرَامُ غَيْضاً » [6] . والغَيضة : مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر ، وجمعها غِياض وأغياض . وغيّض الأسدُ : ألِف الغيضة [7] . واستعار عليّ ( عليه السلام ) فقدان العلم والحكمة في الفتنة من غور الماء وفقدانه عند الحاجة بقوله : « تَغِيضُ فيها الحِكْمَةُ » [8] .
[ غيظ ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف النار :
« سَاطِع لَهَبُها ، مُتَغيِّظِ زفيرُها ، مُتأجِّج سَعِيرُها » [1] .
الغيظ : فوق الغضب ، وقد فصل قوم من أهل اللغة بين الغيظ والغضب فقالوا : الغيظ أشدُّ من الغضب ، وقال قوم : الغيظ سَوْرَةُ الغضب وأوّله [2] . ولفظ التغيّظ مستعار للنار باعتبار حركتها بشدّة وعنف كالغضبان الذي يستعر من الغيظ ولا يستقر له قرار . وفيه قال ( عليه السلام ) للحسن ( عليه السلام ) : « وتجرّع الغيظ » [3] . وباعتبار العقوق لدى الأبناء وصف ( عليه السلام ) فتنة بني أُميّة بقوله : « فإذا كان ذلك كان الوَلَدُ غَيْظاً » [4] . فيكون الولد الذي هو أعزُّ محبوب غيظاً لوالده ، أي من أسباب محنته وغيظه ، وأطلق لفظ الغيظ عليه