وتستحدّ المغيبة » [1] . والغيْبُ : شحمُ ثَرْبِ الشاةِ . وشاة ذاتُ غَيْب . أي ذات شحم لتغيّبه عن العين . والغابة : الأجمةُ ذات الشجر المتكاثف ، لأنّها تُغَيّب ما فيها ، والجمع غابات [2] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « كليثِ غابات شديد القسْورَة » [3] . وغَيَّبانُ العُوْد : عُروقُه وما تغيّب منه [4] . ومنه كنّى ( عليه السلام ) عن الموت بقوله : « وقَبْل قُدَوم الغائِبِ المُنْتَظَر » [5] . ولما استعار ( عليه السلام ) له لفظ الغائب ، مراعاةً لشبهه بمسافر يُنتظر ، رشّح تلك الاستعارة بلفظ القدوم [6] . والغيبة ، بالكسر : هو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بما يَغُمُّه لو سَمِعه ، فإنْ كان صادقاً سُمّي غِيبةً ، وإنْ كان كذْباً سُمّي بُهْتاناً [7] . قال ابن الأعرابي : غاب إذا اغتاب . وغاب إذا ذكر إنساناً بخير أو شرٍّ ، والغيبة فِعْلة منه ، تكون حسنة وقبيحة [8] . وفيها قال عليّ ( عليه السلام ) : « الغِيبَةُ جُهْدُ العاجِز » [9] .
[ غيث ] في دعاء الحسين ( عليه السلام ) للاستسقاء : « منك الغيث المغيث ، وأنت الغياث المُستَغاث » [10] .
الغيث : المطر ، وربّما سُمّي ما ينبت الربيع غَيْثاً ( 11 ) . يقال : أصابنا الغيث ورعينا الغيث .
فصار ما نبت بالغيث غيثاً [1] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) : « فإنّك تُنزِلُ الغَيْثَ مِن بَعْد ما قَنَطُوا » [2] . والغوث يقال في النُصرة . واستغثته ، طلبت الغوْث أو الغيث ، فأغاثني من الغوْث ، وغاثني من الغيث [3] . والغوث اسم ، يقال : غاثه يغوثه غوثاً ، وهو الأصل ، وأغاثه يُغيثه إغاثةً ، فاُميت الأصل من هذا واستعمل أغاثه يُغيثه إغاثة [4] . ومن ذلك قول عليّ ( عليه السلام ) : « وأُنادِيكُم مُتغوِّثاً ، فلا تَسْمَعُون لي قَوْلاً » [5] . قيل : هو قول الرجل : وا غوثاه [6] .