الحكمة : قيل : قعر الحكمة ، والبالغ منها نهاية الخفاء . والحكمة : العلوم الحقّة والمعارف اليقينيّة التي يدركها العقل ، فالوصول إلى أخفاها وحقيقة بواطنها بالعقل ، وبالحكمة استُخرج غور العقل ، أي : نهاية ما في قوّته من الوصول إلى المعارف والعلوم ، فإنّ بالعلم والمعرفة يُعرف نهاية مرتبة العقل ، أو يظهر نهاية مرتبته ويبلغ كماله [1] . وفي وصية عليّ ( عليه السلام ) لمعقل بن قيس الرياحي : « وغَوّر بالناس ، وَرَفّه في السَّير » [2] . التغوير : القيلولة . يقال : غوّروا . أي : انزلوا للقائلة . وغوّر القومَ تغويراً . دخلوا في القائلة .
والتغوير : نوم ذلك الوقت . وقال ابن الأعرابي : المغوِّر النازل نصف النهار هُينهة ثمّ يرحل . والغار : الغبار [3] . ومنه جاء الشاهد الذي ذكره عليّ ( عليه السلام ) في كتاب لمعاوية :
مستقلبين رياح الصيفِ تضربُهم * بحاصب بين أغوار وجلمود [4] [ غوط ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) مع أهل النهروان حين خرجوا عليه : « فَأَنا نَذِيرٌ لكُم أنْ تُصْبِحُوا صَرْعَى بأثناء هذا النَّهْر ، وبِأَهْضَامِ هذا الغَائِطِ » [5] .
الغائط : المنخفِض من الأرض حتّى يواري ما فيه ، والغَوْط أشدّ انخفاضاً من الغائط وأبعد . وجمع غائط غيطان ، وجمع غَوْط أغْواط [1] . وغاط في الماء غَوْطاً وغيطاً : دخل فيه [2] . واستعار منه ( عليه السلام ) لوصف القرآن بقوله : « أَوْدِيَةُ الحَقِّ وَغِيطَانُه » [3] . باعتبار كونه معدناً للحقِّ ومظنّة له ، كما أنَّ الأودية والغيطان مظان الكلأ والماء [4] .
[ غوغ ] في الحديث : « أُتي عليّ ( عليه السلام ) بجان ومعه غَوْغاء ، فقال : لا مَرْحباً بوُجُوه لا تُرَى إلاّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأة » [5] .
الغوغاء : أصل الغوغاء الجرادحين يخِفُّ للطيران ثمّ استعير للسَّفِلة من الناس والمتسرّعين إلى الشرِّ ، ويجوز أن يكون من الغوغاء : الصوت والجَلَبة لكثرة لغطهم