قال : وتمثّل ، لأنّ الحاضر في الذهن ليس هو نفس إقبال الله على العبد ، بل معناه ومثاله [1] .
[ غمر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في استنفار الناس : « إذا دَعَوْتُكُم إلى جِهَادِ عَدُوّكُم دَارَتْ أعيُنكُم ، كأنّكُم مِن المَوْتِ في غَمْرَة ، ومن الذُّهُول في سَكْرَةِ » [2] .
الغَمْرة : الشدّة ، وغَمْرة كلِّ شيء : منهمكه وشدّته ، كغَمرة الموت والهمِّ ونحوهما . وغمراتُ الحرب والموت وغِمارُها : شدائدها . وجمع الغَمْرةِ غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَبٌ [3] . ومنها قال عليّ ( عليه السلام ) : « وَغَمْرَة كَارِثَة » [4] . ومنه شجاع مُغامِر : الذي يَغْشى غمرات الموت . والمغامر الذي يرمي بنفسه في الأُمور المُهلكة [5] . ومنه خبر الزيارة الجامعة : « بكم أخرجنا الله من الذلِّ ، وفرّج عنّا غمرات الكروب » [6] . ولما كان عليّ ( عليه السلام ) منار الحقّ وأساسه قال للحسن ( عليه السلام ) : « خُض الغَمَراتِ للحَقِّ حَيْثُ كان » [7] . وفي الحديث : « مثل الصلوات الخمس كمثل نَهْر غَمْر » الغَمْر بفتح الغين وسكون الميم : الكثير ، أي يَغْمُر من دخله ويُغطّيه ومنه « أعوذ بك من موت الغَمْر » أي الغَرق . وفيه : « لا تجعلوني كغُمَر الراكب ، صلّوا عليّ أوّل الدُّعاء وأوسطَه وآخره » . الغُمَر بضم الغين وفتح الميم : القَدَحُ الصغير ، أراد أنّ الراكب يحمل رحْلَه وأزواده على راحلته ، ويترك قَعبه إلى آخر تَرْحاله ، ثمّ يعلّقه على رَحْله كالعِلاوَة ، فليس عنده بمهِمّ ، فنهاهم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرَ الذي لا يُقدَّم في المهامّ ويُجعل تَبعاً [1] . والغُمَر أُخذ من التغمير ، وهو الشرب دون الرِّي ، قال الشاعر :
تكفيه خُزَّةُ فِلْذ إنْ ألمَّ بها * من الشِّواء ويُروي شُرْبَه الغُمَر [2] وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) لكميل : « لا تخلو الأرضُ مِن قائم لِلّه بحجّة ، إمّا ظاهراً مشهوراً ، وإمّا خائفاً مغموراً » [3] . المغمور من الرجال : الذي ليس بمشهور [4] .
والغُمْرُ : الذي لم يُجرّب الأُمور ، وهم