وفيه : « أنّه أهْدى له يكسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْمٌ فسمّاه قِتْر الغِلاء » . الغِلاء ، بالكسر والمدّ : من غاليْتُه أُغاليه مُغَالاةً وغِلاءً ، إذا راميته بالسهام . والقِتْر : سهم الهدف ، وهي أيضاً أمَدُ جَرْي الفرس وشَوْطُه . و « الغلوّ في الدين » الشتدّد فيه ومجاوزة الحدِّ . وقيل : معناه البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وغوامضُ متَعَبَّداتها [1] . وباعتبار كون الغالي ليس على جادّة القصد والاستقامة ولا بدَّ من سيره على جادّة الشريعة التي أبانها أهل البيت ( عليهم السلام ) جاء حديث الصادق ( عليه السلام ) : « فإنّ فينا أهل البيت في كلِّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين » [2] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الوُسْطَى ، بها يَلْحَقُ التَّالي ، وإليها يَرْجِعُ الغَالي » [3] من هذا . والغالية من الطيب : معروفة ، وقد تغلَّى بها ، عن ثعلب ، وغلّى غيره . يقال : إنّ أوّل من سمّاها بذلك سليمان بن عبد الملك ، ويقال منها : تَغَلّلتُ وتَغَلّفتُ وتَغَلّيْتُ ، كلّه من الغالية [4] . ومنه خبر عائشة : « كنتُ أُغلِّف لِحية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالغالية » . وهي نوع من الطيب مركّب من مسك وعَنْبَر وعُود وَدُهْن . والتغلّف بها : التَّلَطُّخ [5] .
[ غمد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وكُنْ للهِ مُطيعاً ، وَبِذِكْره آنساً ، وتَمَثّل في حَالِ تَوَلّيكَ عنه إقْبَالَهُ عليك ، يَدْعُوك إلى عَفْوِه ، ويَتَغمّدكُ بِفَضْلِه » [1] .
تغمّدت فلاناً : سترتُ ما كان منه وغطّيته . وتغمّده اللهُ برحمته ، غمده فيها وغمره بها . كأنّه مأخوذ من غِمْد السيف ، وهو غِلافه ، لأنّك إذا أغمدته فقد ألبسته إيّاه وغشّيته به . واغتمد فلانٌ الليلَ : دَخَل فيه كأنّه صار كالغِمْدِ له ، كما يقال : أدّرَعَ الليل [2] . ومن ذلك جاء قوله ( عليه السلام ) لأصحابه : « وقَلْقِلُوا السُّيُوفَ في أَغْمَادِهَا » [3] . وقد جاءت تسمية بنو غامد ، نسبة إلى جدّهم واسمه عبد الله لأنّه وقع شرّ بين عشيرته فتغمّد ذنوبهم ، أي غطاها فسترها [4] . وتمثّل : أي تصوّر . وإنّما