الخبر : أنّ أبا ذر قال لما مات ابنه : وما عليّ من غضاضة ، وما لي إلى أحد سوى الله من حاجة [1] . والغضّ : الطريُّ الذي لم يَطُل مُكْثُه [2] . ومن المجاز : شباب غضّ . وامرأة غضّة : بضّة [3] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) : « ما كان قومٌ قطُّ في غضِّ نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها » [4] .
[ غفر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَإنْ رأى أَحَدَكُم لأخيه غَفِيرَةً في أهْل أوْ مَال أو نَفْس فلا تَكونَنَّ له فِتْنَةٌ » [5] .
الغفيرة : الكثرة والزيادة . من قولهم للجمع الكثير : الجَمّ الغفير . يقال : جاء القومُ جَمّاً غفيراً وجمّاء غفيراً ، ممدود ، وجمَّ الغفير وجمّاء الغفير ، والجَمّاء الغفير ، أي بجماعتهم الشريف والوضيع ولم يتخلّف أحد وكانت فيهم كثرة . ولم يحكِ سيبويه إلاّ الجمّاء الغفير . والمغافر والمغافير : صمغ شبيه بالناطف ينضحه العُرْفط فيوضع في ثوب ثمّ يُنضَح بالماء فيُشرب ، واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفرُ ومغفور ومِغفار ومغفير . ويقال لصمغ الرِّمث والعُرْفُط : مغافير ومغاثير . وروي عن عائشة : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) شرب عند حفصة عسلاً فتواصينا أن نقول له : أكلت مغافير . والمغافير عسل حلو مثل الرَّب إلاّ أنّه أبيض [1] .
والغفور من أسمائه تعالى مشتقّ من المغفرة ، وهو الغافر الغفّار ، وأصله في اللغة التغطية والسَّتْر ، تقول : غفرتُ الشيء إذا غطّيته ، ويقال : هذا أغفر من هذا ، أي أستر . ويقال لِجُنّة الرأس : مِغْفَرٌ لأنّها تَسْتُرُ الرأس . والغفور : الساتر لعبده برحمته [2] .
[ غلس ] في الحديث : سأل يحيى بن أكثم القاضي أبا الحسن ( عليه السلام ) عن صلاة الفجر لِمَ يجهر فيها بالقراءة وهي من صلوات النهار ، وإنّما يجهر في صلاة الليل ؟ فقال : « لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يغلّس بها من الليل » [3] .
الغَلَس : باقي ظلمة الليل ، يقال : غلّس القوم تغليساً ، إذا ساروا في آخر الليل [4] .
ويقال : سقط في تُغُلّس ، أي الداهية . كأنّما يُراد أنّها تُباكِرُ ، والأصل أنَّ الغارات