وصفه ( عليه السلام ) : ب « الطريقة الغرّاء . . والمَحَجَّةَ البَيْضَاء » [1] . وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « لا غِرار في صلاة ولا تسليم » [2] . الغِرار : النِقصان ، أمّا في الصلاة ففي ترك إتمام ركوعها وسجودها ونقصان اللبث في ركعة عن اللبث في الركعة الأُخرى ، ومنه قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « الصلاة مكيال فمن وفى وُفي له » . فهذا الغرار في الصلاة . وأمّا الغِرار في التسليم فأن يقول الرجل : السلام عليك أو يردّه فيقول : وعليك ، ولا يقول : وعليكم السلام . ويُكره تجاوز الحدّ في الرَّدِّ كما يُكره الغرِار ، وذلك أنّ الصادق ( عليه السلام ) سلّم على رجل فقال له الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه .
فقال : لا تجاوز بنا قول الملائكة لأبينا إبراهيم ( عليه السلام ) : ( رَحْمَةُ اللّه وَبَركاتهُ عَلَيْكُم أهل البَيْتِ إنّه حَميد مَجيد ) [3] .
وقيل : أراد بالغِرار النوم ، أي ليس في الصلاة نوم [4] . وأصل الغِرار نقصان لبن الناقة ، ولهذا يقال للناقة إذا يبس لبنها هي مُغار ، قال الكسائي : وفي لبنها غِرار [5] . يقال : غارّت الناقةُ بلبنها تُغار غِراراً ، وهي مُغارّ . قيل : ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالب [6] . واستُعير للنوم القليل ، في حديث علي ( عليه السلام ) : « فَاتّقوا اللهَ عِبَادَ اللّهِ تَقَيَّةِ ذي لُبِّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ ، وأَنْصَبَ الخَوْفُ بَدَنه ، وأَسْهَر التَّهَجُّد غِرَارَ نَوْمِهِ » [1] .
[ غرز ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي في المشورة : « ولا حَريصاً يُزيِّنُ لَكَ الشَّرَه بالجَوْرِ ، فإنَّ البُخْلَ والجُبنَ والحِرْصَ غَرائِزُ شتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ باللّه » [2] .
الغريزة : الطبيعة ، يقال : فلان كريم الغريزة والطبيعة والنحيتة والنحيزة والخليقة والسليقة ، كلّ ذلك واحد [3] . وباعتبار التأصيل قال ( عليه السلام ) : « أَحَالَ الأَشْيَاءَ لأوقَاتها ، ولأم بَيْن مختلفاتها ، وغَرَّزَ غَرائِزَهَا » [4] . وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « وأطْلَعَ الشَّيْطانُ رأسه من مَغْرزه هاتفاً بكم فألفاكم لدعوته مُسْتَجيبين ، وللعزة فيه