تخيلية مرشحة مكنّى بها عن الإعراض عنها آخراً كالإعراض عنها أوّلا [1] .
والغرب ، بسكون الراء : الدلو العظيمة التي تُتخذ من جلد ثور ، فإذا فتحت الراء ، فهو الماء السائل بين البئر والحوض . وقيل : هو ريح الماء والطين . والغرب : مسيل الدمع ، والغَرْب : انهماله من العين . والغروب : الدموع حين تخرج من العين ، وكلّ فيضة من الدمع : غرب . وغَرْب الفم : كثرة ريقه وبلله ، وغروب الأسنان : مناقع ريقها ، وقيل : أطرافها وحدّتها وماؤها . والغَرَب : الذهب ، وقيل : الفضّة . والغَرْب : القدَح ، والجمع أغراب . والغَرْب : ضرْبٌ من الشجر ، واحدته غَرَبةٌ . وسهم غَرَب وغَرْب ، إذا كان لا يدرى من رماه . والغرب حدُّ كلّ شيء ، وغرْب كلّ شيء حدّه [2] . ومنه كتابه ( عليه السلام ) إلى الأشتر النخعي : « أملِك حَمِيَّة أنفك ، وسَوْرَةَ حدّك ، وسَطْوَةَ يَدك ، وغَرْبَ لسانك » [3] . ومن هذا جاءت رواية الصادق ( عليه السلام ) : أتى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أعرابي فقال له : ألَسْتَ خيرنا أباً وأُماً وأكرمنا عقبا ورئيسنا في الجاهلية والإسلام ؟ فغضب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وقال : « يا أعرابي كم دون لسانك مِن حجاب ؟ قال : اثنان : شفتان وأسنان ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : فما كان أحد هذين ما يردّ عنا غَرْب لسانك هذا ؟ .
أما إنّه لم يعط أحدٌ في دنياه شيئاً هو أضرّ له في آخرته من طلاقة لسانه ! يا عليّ قم فاقطع لسانه » ، فظنّ الناس أنّه يقطع لسانه فأعطاه دراهم [1] . يقال : أغرب الرجل في منطقة ، إذا لم يبق شيئاً إلاّ تكلّم به . وغرْب اللسان ، حدّته . وسيف غَرْب : قاطع حديد . ومنه أغرب الفرسُ في جريه : وهو غاية الإكثار [2] . وإذا أمعنت الكلابُ في طلبِ الصَّيْدِ قالوا : غرَّبت [3] . وقيل لكلِّ متباعد غريب ، ولكلِّ شيء فيما بين جنسه عديم النظير غريب ، وعلى هذا قوله عليه الصلاة والسلام : « بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ » [4] . تشبيهاً بالرجل الغريب الذي قلَّ أنصاره وبَعُدت دياره ، لأنّ الإسلام كان على هذه الصفة في أوّل ظهوره . و « سيعود » أي يعود إلى مثل الحال الأولى في قلّة العاملين