وغدران [1] . وجاء في وصية عليّ ( عليه السلام ) : لمن يستعمله على الصدقات في الإبل والماشية : « وَلْيُورِدْهَا ما تَمُرُّ بِه مِن الغُدُر » [2] . وليلة غَدِرة ومُغْدِرة ، إذا كانت شديدة الظلمة . وغَدِرت الناقة عن الإبل والشاة عن الغنم تغدر غدراً ، بكسر الدال في الماضي وفتحها في المستقبل والمصدر ، إذا تخلّفت عنها [3] . وباعتبار ترسّخ الغدر في طبع مروان قال عليّ ( عليه السلام ) عنه : « لَوْ بَايَعَنِي بِكَفّه لغَدَرَ بِسُبَّته » [4] . أي : لو انسدّت عليه أبواب الخيانة ، وأمكنه من حيثُ لا يُتوقّع ، لما قصر . ويروى : لغَدَر بِقَلْبِه [5] .
[ غدف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الفتنة : « فِيهَا الحَمَأُ والحُمَّةُ والشُبْهَةُ المُغْدِفَةُ » [6] .
الشبهة المغدفة : هي الخفية ، وأصله المرأة تُغْدِف وجهها بقناعها ، أي تستره [7] . وكلُّ أسود حالك غُداف . وأغدف الليلُ واغدودف : أقبل وأرخى سدوله [8] . وربّما سُمّي النسر الكثير الريش غدافاً ، وكذلك الشعر الأسود الطويل [9] . وعيش مُغْدِف : مُلْبِس واسع . والقوم في غِداف من عيشتهم ، أي في نَعْمَة وخِصْب وسَعَة . وأغدف البحرُ : اعتكرت أمواجه . والغادف : الملاّح ، يمانية ، والغادِفُ والمِغدَفة والغادوف والمِغْدفُ : المِجْدافُ ، يمانية [1] . وجاء في الحديث : « كانتفاض الوَصَع حين يُغْدَف به » . أي تُلقى عليه الشبكة [2] . ومن هذا جاءت الاستعارة في كتاب لعليّ ( عليه السلام ) إلى معاوية : « فَاحْذَر الشُّبْهَةَ واشْتِمَالَها على لُبْستِهَا ، فإنَّ الفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلاَبِيبَهَا ، وأغْشَتِ الأَبْصَارَ ظُلْمَتُها » [3] .
واستعار لفظ الجلابيب لأمورها المغطّية لبصائر أهلها عن الحق ، كما لا تبصر المرأة عند إرسال جلبابها على وجهها ، وكذلك استعار لفظ الظلمة باعتبار التباس الأمور فيها ، ورشح بذكر الإغداف والإغشاء [4] .