الصادق ( عليه السلام ) قال : « كان المؤذّن يأتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحرِّ في صلاة الظهر فيقول له رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : أبرِد أبرِد [1] . وباعتبار سرعة الإرسال جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) عن أصحابه الأبرار الذين نالوا الشهادة : وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة [2] أي بعثت برؤوسهم على يد البريد لتصل سريعاً . والأبردان ، طرفا النهار الغَداة والعَشيّ لكونهما أبرد الأوقات في النهار [3] . ومن هذا جاءت وصيّة عليّ معقل بن قيس حين أنفذه إلى الشام : « وسِر البَرْدَين » [4] . والبُرَد ، جمع بُردة : ضرب من الثياب فيه خطوط [5] .
[ برر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولَوْ أَرادَ سُبْحَانه أنْ يَضَعَ بَيْتَه الحَرَامَ ، ومَشَاعِرَهُ العِظَامَ ، بَيْنَ جَنّات وأَنْهار ، وسَهْل وَقَرَار ، جَمَّ الأشْجَارِ ، دانِيَ الثِّمَارِ ، مُلْتَفَّ البُنى ، مُتّصِلَ القُرى ، بَيْنَ بُرَّة سَمْراءَ ، ورَوْضَة خَضْراءَ ، وأَرْيَاف مُحْدِقَة ، وعِرَاص مُغدِقَة ، وَرِيَاض نَاضِرَة ، وطُرُق عَامِرَة ، لكان قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الجزاء على حسب ضَعْفِ البلاء » [6] .
البُرُّ ، بالضم : القمح ، الواحدة بُرَّة ( 7 ) . قال ابن دريد : والبُرَّ أفصح من قولهم القمح والحنطة ( 8 ) . وفي الحديث عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : « جاء رجلٌ وسأل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عن بر الوالدين فقال : أبرر أُمّك أبرر أُمّك ، أبرر أباك أبرر أباك ، أبرر أباك » . وبدأ بالأُم قبل الأب [1] . البِرّ : ضدّ العقوق ، والمبرّة مثله [2] .
وفي الحديث : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : « تمسّحوا بالأرض فإنّها أُمّكم ، وهي بكم بَرَّةٌ » [3] .
برّة : من البرِّ ، تقول : بررت والدي أبرّه برّاً وبروراً ، أحسنت الطاعة إليه ورفقتُ به وتحرّيتُ محابّه وتوقّيت مكارهه . ويقال : برّ اللّه تعالى الحجّ يَبرّه بروراً ، أي قبله . وبَررْتُ في القول واليمين ، إذا صدَقت فيهما [4] . قال الشريف الرضي : والمعنى أنّها كالأم للبرية لأنّ خلقهم ومعاشهم عليها ورجوعهم