إذا حككته بالمِبْرَد . وما يسقط منه : البُرادة [1] .
وجاء في الحديث : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل البَرَد [2] . البَرَد ، بفتحتين : شيء ينزل من السَّحَاب يُشبه الحَصَى ويُسمّى حبّ الغَمام وحبَّ المُزْن [3] ، ومنه يقال : سَحاب بَرِدٌ وأبْرَدُ ، قال الشاعر : كأنهم المعزاء في وقع أبْرَدا [4] .
وبَرِد الثورُ ، صار فيه لُمعاً من بياض وسواد [5] وفي حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة » [6] . وهذه استعارة ، وذلك أنّهم يقولون هذه غنيمة باردة إذا حازوها من غير أنْ يَلْقَوا دونها حرّ السلاح وألم الجراح ، لأنّه ليس كلّ الغنائم كذلك ، بل في الأكثر لا تكاد تُنال إلاّ باصطلاء نار الحرب ومألم الطعن والضرب ، فكأنه ( عليه السلام ) جعل صوم الشتاء غنيمة باردة ، لأنّ الصائم يحوز فيه الثواب الجزيل والخير الكثير بلا معاناة مشقّة ولا ملاقاة كُلْفة لقِصَر نهاره وعدم أواره . وقد قيل : إنّما وصف الصوم في الشتاء بأنّه غنيمة باردة لبرد النهار الذي يقع الصيام فيه ، وأنّه بخلاف نهار الصيف الذي يشتدّ فيه العطش وتطول المخامص ، ويقصر ليله عن القيام بوظائف العبادة التي تُحمد عُقبى وتقرّب إلى الله زُلفى . والشتاء على خلاف هذه الصفة لقصر نهار الصائم وطول ليل القائم [1] . ويقال : الباردة الثابتة الحاصلة . من قولهم : ما بَرَدَ في يدي منه شيء ، أي : ما حصل [2] ، ومن هذا جاءت الاستعارة للجنّة في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فظفروا بالعُقبى الدائمة والكرامة الباردة » ( 3 ) . والبريد : الرسول : ومنه قول بعض العرب : « الحمّى بريد الموت » ، أي رسوله ، ثمّ استُعمل في المسافة التي يَقْطعُها ، وهي اثنا عشر ميلاً ، ويقال لدابّة البريد بريد أيضاً لسيره في البريد ، فهو مُسْتعار من المُسْتَعارِ ، والجمع بُرُد بضمتين ( 4 ) . وفسّر الحديث النبويّ : « إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصلاة » . بأنّه المراد أعجلوا بها ، من البريد ( 5 ) . ومنه جاء حديث