إظهار الدعوة ، قال له أبو طالب : يا أعور ، ما أنت وهذا ! قال ابن الأعرابي : لم يكن أبو لهب بأعور ، ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أبيه وأُمّه : أعور . وقيل : معناه يا رديء ، وكلّ شيء من الأمور والأخلاق إذا كان رديئاً قيل له : أعور ، ومنه الكلمة العوراء . وقال الأخفش : الأعور الذي عوِّر ، أي خُيّب فلم يصب ما طلب . وعن أبي خيرة الأعرابي : الأعور واحد الأعاور ، وهي الصِّئبان ، كأنّه قال : يا صؤابة ، استصغاراً له واحتقاراً [1] .
وباعتبار الكمال المطلق قال عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « وَلَمْ يَتَعَاوَرْهُ زِيَادَةٌ ولا نُقْصَانٌ » [2] . مستعيراً له لفظ التعاور ، وهو التداول . والعارية من تعاوروا الشيء واعتوروه ، تداولوه . والأصل فَعَليّة بفتح العين نسبة إلى العارة ، وهي اسم من الإعارة ، يقال : أعرته الشيء إعارةً وعارةً ، وقال الليث : سُميّت عارية لأنّها عارٌ على طالبها . وبعضهم يقول : مأخوذة من عار الفرس ، إذا ذهب من صاحبه ، لخروجها من يدِ صاحبها ، وقد تُخفف العارية في الشعر والجمع العواري ، بالتخفيف ، وبالتشديد على الأصل ، واستعرت منه الشيء فأعَارَنيه [3] .
وفيها حديث الصادق ( عليه السلام ) : « لا غرم على مستعير عارية إذا هلكت إذا كان مأموناً » [1] . وقد استُعيرت العارية للإيمان المتزلزل ، الذي يحمله المنافق ، في حديث عليّ ( عليه السلام ) بقوله : « ومِنْهُ ما يَكُونُ عَواريَ بَيْنَ القُلَوبِ والصُّدُور ، إلى أَجَل مَعْلُوم » [2] .
وكنّى عليّ ( عليه السلام ) عن التضحية والفداء بالإعارة بقوله لابن الحنفية : « أعر الله جُمجمتك » [3] .
[ عوز ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وَمَنْ لا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبّه فَعَازبُه عَنْهُ أعْجَزُ ، وغَائِبُهُ أعْوَزُ » [4] .
العَوَز : يقال : أعوزه الدهرُ ، أدخل عليه الفقر . ومُعْوِز : عزيز . وأعوزني هذا الأمر وأعجزني ، إذا اشتدَّ عليك وعسر [5] . وأراد ( عليه السلام ) بأنَّ عقولكم إنْ لم تنفعكم الآن