عان ، وعني من باب تعب ، إذا نَشِب في الإسار فهو عان ، والجمع عُناة . ومنه قيل للمرأة : عانية ; لأنّها محبوسة عند الزوج ، والجَمَع عوَان [1] . وهذا مجاز لأنّه عليه الصلاة والسلام جعل النساء عند أزواجهنَّ بمنزلة الأسراء [2] . ومن هذا المعنى فسّر قوله تعالي : ( وَعَنَت الوُجُوهُ لِلْحَيّ القَيُّوم ) [3] . ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَمَنْ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَلْيَصِلْ بِه القَرَابِة ، ولْيُحْسِنْ مِنْهُ الضِّيَافَةَ ، وَلْيَفُكَّ بِهِ الأسِيرَ والعَانِيَ » [4] . وباعتبار الذلّ والخضوع قال عليّ ( عليه السلام ) : « تَعْنُو الوُجُوُه لِعظَمَتِه ، وتجِبُ القُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِه » [5] . وعَنِي يعنى ، من باب تعب ، إذا أصابه مشقّة ، ويُعَدّى بالتضعيف فيقال : عنّاه يعنّيه ، إذا كلّفه ما يَشُقّ عليه والاسم العناء [6] . ومن هذا قال علي ( عليه السلام ) في وصف الدنيا : « مَا أَصِفُ من دَار أوّلُهَا عَنَاءٌ وآخِرُهَا فَنَاءٌ » [7] .
[ عهد ] من كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى عماله على الخراج : « ولا تَمَسُّنَّ مالَ أَحَد مِن النَّاسِ ، مُصلٍّ ، ولا مُعَاهَد » [8] .
المُعَاهد : يختصّ بمن يدخل من الكفّار في عهد المسلمين ، وكذلك ذو العَهْد [9] . لأنّه مُعَاهد ومبايَعٌ على ما عليه من إعطاء الجزية والكفّ عنه [1] . وباعتبار الحفظ قيل للوثيقة بين المتعاقدين عُهْدَة [2] . والعَهدُ الوصيّةُ والتقدّم إلى صاحبك بشيء ، ومنه اشتُقّ العهد الذي يُكتَب للولاةِ ، ويجمع على عهود ، وقد عَهِدَ إليه يَعْهَدُ عَهْداً [3] . والعَهْدةُ والعِهْدَةُ والعِهْد : مطر أوّل السنة ، والجمع عِهاد وعُهود [4] . وروضة معهودة : أصابها العِهادُ [5] . وتَعهّد الشيء وتعاهده واعتهده : تفقّده وأحدث العهد به [6] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) : « تعاهد الرجل ضيعته من المروءة » [7] .