[ علق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في خلق الإنسان : « عَلَقَةً مِحَاقاً » [1] .
العَلَق : الدم ، ما كان ، وقيل : هو الدم الجامد الغليظ . وقيل : الجامد قبل أن ييبس ، وقيل : هو ما اشتدّت حمرته ، والقطعة منه عَلَقة [2] . ومنه قوله تعالى : ( خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَق ) [3] . والمحاق : ثلاث ليال من آخر الشهر ، وسميّت محاقاً لأنّ القمر يمتحق فيهنّ ، أيّ يخفى وتبطل صورته . وإنّما جعل العلقة محاقاً هاهنا ، لأنّها لم تحصل لها الصورة الإنسانية بعد ، فكانت ممحوّة ممحوقة [4] . واستعار ( عليه السلام ) لفظ العلق لما يخاف من تفاقم الفساد في أصحابه بقوله : « وأَنَا أُدَاوي مِنْهُم قَرْحاً أخَافُ أنْ يَكُون عَلَقاً » [5] .
والعلائق : المهور ، الواحدة عَلاقة ، في الحديث أنّه قال : أدّوا العلائقَ ، قيل : يا رسول الله فما العلائق بينهم ، قال : ما تراضى عليه أهلوهم . وكلُّ ما يتبلّغ به من العيش فهو عُلْقة . والعُلْقة والعَلاق : ما فيه بُلغة من الطعام إلى وقت الغذاء . وفي الحديث : « وتجتزىءُ بالعُلْقَسة » أي تكتفي بالبُلغة وعَلَق عَلاقاً وعَلوقاً : أكل ، وأكثر ما يُستعمل في الجحد ، يقال : ما ذقتُ علاقاً ولا عَلوقاً . والعِلاقة :
المعلاق الذي يُعلَّق به الإناء ( 1 ) . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « فَلَو ائتَمَنْت أحَدَكمُ عَلَى قَعْب لَخَشِيت أنْ يَذْهَبَ بعِلاقتِه » ( 2 ) من ذلك . والعَلاقة بالفتح : عَلاقة الخصومة . وعَلِق به عَلقَا : خاصمه . يقال : لفلان في أرض بني فلان عَلاقة ، أي : خصومة ورجل مِعلاق وذو مِعلاق : خصيم شديد الخصومة يتعلّق بالحجج ويستدركها . والمِعْلاق : اللسان البليغ ، ومْعِلاق الرجل : لسانه إذا كان جدلاً ( 3 ) . وفي حديث حليمة : « ركبت أتاناً لي فخرجت أمام الركب حتّى ما يَعْلَقُ بها أحدٌ منهم » .
ما يعلق ، أي : ما يتّصل بها ويلحقها . وفيه : « فَعَلِقت منه كلَّ مَعْلَق » . أي أحبّها وشُغِف بها . يقال : عَلِق بقلبه عَلاقة ، بالفتح ، وكلّ شيء وقع موقعه فقد عَلق معالِقَه ( 4 ) .
ومن هذا الاعتبار يفسر ما جاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) في التزهيد بالدنيا : « ولا