الشجر وتُنشىء السَّحاب [1] . وأدام مر بّها : من قولهم : السحاب يَرُبّ المطر ، أي يجمعه ويُنميّه . وأربّت الجَنوب : دامت وأربّت السَّحابة : دام مطرها [2] . وقولهم : « الملك عقيم » يريدون أنّ الرجل قد يقتُل أباه على الملك ، فكأنّه سدَّ باب الرعاية والمحافظة [3] .
[ عقل ] في الحديث قال الصادق ( عليه السلام ) : « لاتُباع الصدقة حتّى تُعقل » [4] .
عقْل الصدقة : يقال عَقلتُ البعير أعقِله عَقْلاً ، إذا شددته بالعِقال ، وهو معقول . والعقال : صدقة سنة ، يقال : أخذ المُصَدّق النقدَ ، ولم يأخذ العِقال [5] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) على وجه الاستعارة : « حتّى يَظُنّ الظَّانُّ أنَّ الدُّنْيا مَعْقُولَةٌ على بَنِي أُميَّةَ » [6] . وفسّر قول أبي بكر « لو منعوني عقالاً » بالحبل ، لأنّهم كانوا يُخرجون الإبل إلى الساعي ، ويعقلونها بالعُقل حتّى يأخذها . وقيل : العقال نفس الصدقة [7] . وذلك كناية عن الإبل بما يُشدُّ به أو بالمصدر فإنّه يقال : عقلته وعقلاً كما يقال : كتبتُ كتاباً ، ويُسمّى المكتوب كتاباً كذلك يُسمّى المعقول عِقالاً .
وباعتبار عقل البعير قيل : عقلت المقتول ، أعطيت ديته . وقيل : أصله أن تُعقل الإبل بفناء وليّ الدم ، وقيل : بل بعقل الدم أن يُسفك ، ثمّ سُمّيت الدية بأيّ شيء كان عقلاً ، وسُمّي الملتزمون له عاقلة . وعقلتُ عنه : نبتُ عنه [1] . والعَقْل : الملْجأ ، وهو المَعْقِل ، وقد جمعوا العقل ، الذي هو الملجأ ، جمع العقل الذي هو ضدُّ الجهل فجاؤوا به على الفعول [2] . ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَاعْتَصِموُا بِتَقْوَى اللهِ ، فَإنَّ لَهَا حَبْلاً وَثِيَقاً عُرْوَتُهُ ، ومَعْقِلاً منيعاً ذِرْوَتُهُ » [3] . ومن معنى العقال جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن آل البيت ( عليهم السلام ) « هُم دَعَائِمُ الإسَلاَمِ ، وَوَلائِجُ الاعْتِصَام . . . عَقَلوُا الدِّيْنَ عَقْلَ وعَايَة وَرِعَايِة ، لا عَقْلَ سَمَاع وَرِوَايَة » [4] . وكتب عليّ ( عليه السلام ) إلى