انفرقت عقيقته فَرَق ، وإلاّ فلا يجاوز شعره شحمة أُذنيه إذا هو وفّره » [1] .
العقيقة : الشعر المجتمع في الرأس [2] . وسُمّي عقيقة تشبيهاً بشعر المولود . وأعقّت الحامل : نبتت عقيقة ولدها في بطنها . وأعقّت الفرس والأتان فهي مُعِقٌّ وعُقوق : وذلك إذا نبتت العقيقة في بطنها على الولد الذي حملته [3] . وفي الحديث : « كلّ مولود مُرْتهن بعقيقته » [4] . يقال : عقّ الرجل عن ولده ، من باب قتل ، والاسم العقيقة ، وهي الذبيحة التي تُذبح عن المولود يوم أُسبوعه ، وهي في الأصل صوف الجَذَع ، وشعر كلّ مولود من الناس والبهائم التي تولد عليه ، ومنه سُمّي ما يُذبح س : بل لأنّ حُلقومها يُشقّ ، والعقّ : الشقُّ [5] . وربّما سموّا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من سببه ، فسمّيت الشاة عقيقة لعقيقة الشعر لأنّه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح [6] .
وفسّر الرهن في الحديث بأنّ العقيقة لازمة له لا بدّ منها ، فشبّهه في لزومها له وعدم انفكاكه منها بالرَّهن في يد المرتهن . وقيل : معناه أنّه مرهون بأذى شعره ، واستدلّوا بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « فأميطوا عنه الأذى » ، وهو ما علق به من دم الرّحم [7] . ووفّر الشيء ووفُرِ وَفْراً وفِرَة : كثرة . والوفرة : الشعر المجتمع على الرأس ، وقيل ما سال على الأذنين من الشعر ، والجمع وفار [1] . ومنه حديث علي ( عليه السلام ) : « الحَمْدُ للهِ الذي لا يَفِرُهُ المَنْعُ والجُمُوْدُ » ( 2 ) .
ويفره المنع : يزيد في ماله ، والموفور التام ، وفرتُ الشيء وفراً ووفر الشيء نفسه وفوراً ، يتعدّى ولا يتعدّى ( 3 ) .
[ عقم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ثُمَّ أَنشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّها ، وأدام مُرَ بَّهَا » ( 4 ) .
اعتقم : شدَّ وعقد ( 5 ) . وإعقام الريح جعلها عقيماً ، وهي الريح التي لا تُلِقح الشجر ولا تنشىء سحاباً ولا تحمل مطراً ، عادلوا بها ضدَّها وهو قولهم : ريح لاقح ، أي أنّها تُلقح