محمد ( صلى الله عليه وآله ) » [1] .
[ برح ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أفٍّ لكُمْ ! لَقَدْ لَقيتُ مِنْكُم بَرْحاً » [2] .
التبريح : المشقّة والشدّة . وبرّح به ، إذا شقّ عليه . والبرَحين والبُرَحين ، بكسر الباء وضمّها : أي الشدائد والدواهي ، كأنّ واحد البراحين بِرَح ، ولم ينطق به إلاّ مقدّر ، كأنّ سبيله أن يكون الواحد بِرَحة ، بالتأنيث ، كما قالوا : داهية ومُنْكَرة ، فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون ، عوضاً من الهاء المقدّرة ، وجرى ذلك مجرى أرض وأرضين ، وإنّما لم يستعملوا في الإفراد فيقولوا بِرَحٌ ، واقتصروا فيه على الجمع دون الإفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة ( 3 ) . وروي : ترحاً ، أي حزناً بدل برحاً ( 4 ) . ومنه الخبر : « ضرباً غيرَ مُبَرِّح » أي غيرُ شاق . و « بَرَّحَت بي الحمّى » أي أصابني منها البُرَحاء ، وهو شِدّتها ( 5 ) . وبرَّح الله عنه : أي فرّج وكشف .
وبَرح : مضى ، ومنه قيل لليلة الماضية : البارحةُ ، لأنها بَرحَت فمضت . وبَرَاح : اسم للشمس على حَذام ، يقولون : دُلَكَتْ بَراح وبَرَاحٌ ، يضمّ بتنوين . وَبرْحَى ، على فعلى ، يقال للرامي إذا أخطأ [1] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) عن غرور الإنسان وجهله : « لقد أبرح جهالة بنفسه » [2] .
من البُرَحاء : الشدّة والمشقّة ، وخصّ بعضهم به شدّة الحمّى . ويقال للمحموم الشديد الحمّى : أصابته البُرَحاءُ ( 3 ) ، كأن أراد ( عليه السلام ) ذلك على وجه الاستعارة ، فجهل الإنسان كالحمّى التي تعتريه وتفقده صوابه . وجهالةً : مفعول له أو مفعول به ، على معنى جلب إلى نفسه جهالة ( 4 ) . والمراد أنّه بالغ في تحصيل جهالتها وأعجبه ذلك ( 5 ) . وبَرِح حرف من الأضداد ، يقال : بَرِحَ الخفاءُ ، إذا ظهر . قال أبو العباس : أصل بَرِح صار في بَراح من الأرض ، وهو البارز المنكشف ، والخفاء : المستور المكتوم ، فإذا قال القائل : بَرِح الخفاء ، فمعناه ظهر المكتوم . وقال قطرب :