وكلّ شيء أحكمتَ فَتْلَه فقد عصبته [1] . وعصب اليمن قد عُصب به نقوش . والمعصوب المشدود بالعصب المنزوع من الحيوان ثمّ يقال لكلِّ شَدٍّ عَصْب نحو قولهم : لأعصبنّكم عَصْبَ السَّلِمَة ، وفلان شديد العَصْب ومعصوب الخلق ، أي مدمج الخلقة [2] . ومن هذا المعنى جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « وإنْ ضَاهَيْتَهُ بالمَلاَبِسِ فهو كَمَوْشِيِّ الحُلَلِ ، أو كَمُونِقِ عَصْب اليمن » [3] .
[ عصر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وما تَسْفي الأعَاصيرُ بِذُيولِها » [4] .
الإعصار : الريح التي تسطع في السماء ، وجمع الإعصار أعاصير ، والعصَرةُ والعَصَر : الغُبار [5] . ومنه خبر أبي هريرة : « أنَّ امرأةً مرَّت به مُتَطيّبة ولذَيْلها إعْصار » وفي رواية « عصرة » . والإعصار والعَصَرة : الغبار الصاعد إلى السماء مستطيلاً ، وهي الزَّوْبَعة . قيل : وتكون العصرة من فَوْح الطِّيْب ، فشبّهه بما تُثير الريحُ من الأعاصير [6] . ومنه قوله تعالى : ( فأصابها إعصارٌ فيه نار ) [7] . وأنشد الأصمعي فيه :
وبينما المرءُ في الأحياء مُغْتَبط * إذا هو الرَّمْسُ تعفوه الأعاصيرُ [1] والعَصْر والعِصْر والعُصْر : الدهر . والعصرُ : العَشي ، وصلاة العصر مضافة إلى ذلك الوقت ، وبه سُمّيت . والعِصار : الحين ، يقال : جاء فلان على عِصار من الدهر ، أي حين . والعصران : الغداة والعَشيّ ، قال الشاعر :
وأمْطُلُه العَصْرَينِ حتّى يَمَلّني * ويَرْضى بنصف الدَّيْن ، والأنف راغمُ يقول : إذا جاء في أوّل النهار وعدته آخره . وفي الحديث : « حافظ على العَصْرين » . يريد صلاة الفجر وصلاة العصر ، سمّاهما العَصْرين لأنّهما يقعان في طرفي العصرين ، وهما الليل والنهار [2] ، وقيل : الأشبه من باب التغليب [3]