تبدو بالليل عَشْوَةً وعُشْوَةً كالشُّعْلَة [1] .
وقد استعار ( عليه السلام ) من هذا المعنى لينسجم مع قوة وإشراق ضوء الهداية لديه .
[ عصب ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وَامْضُوا في الذي نَهَجَه لَكُم ، وقُومُوا بِمَا عَصَبه بِكُم » [2] .
عصبه بكم : أي شدّه وجعله كالعصابة لكم ، وهو التكليف [3] . وفي الحديث أنّه ذكر الفتن وقال : « فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدالُ الشام وعَصَائِبُ العراق فيتبعونه » .
العصائب : جمع عِصابة ، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ، ولا واحد لها من لفظها . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الأبدال بالشام ، والنجباء بمصر ، والعصائب بالعراق » . أراد أنّ التجمّع للحروب يكون بالعراق . وقيل : أراد جماعةً من الزهّاد سمّاهم بالعصائب ، لأنّه قرنهم بالأبدال والنجباء [4] . وفي الحديث عن الحسن بن راشد قال : سألته عن ثياب تُعمل بالبصرة على عمل العصب اليماني من قز وقطن هل يصلح أن يُكَفَّن فيها الموتى ؟ قال : « إذا كان القطن أكثر من القزّ فلا بأس » [5] . العصب : هو بُرْد يمنيه يُعصُب غزلها ، أي يُجمع ويُشدُّ ، ثمّ يُصبغ ويُنسج ، فيأتي مَوشِيّاً لبقاء ما عُصب منه أبيض [1] . يقال : بُرْدٌ عَصْب وبرود عَصْب بالتنوين والإضافة . والعصوب من النوق هي التي لا تدِرُّ حتّى يُعصَب فخذاها ، أي يُشَدَّان بالعصابة . وكان العرب يسمّون السيّد المطاعُ مُعصّباً ، لأنّه يُغصَّب بالتاج ، أو تُعصَّب به أمُور الناس ، أي تُردُّ إليه وتُدار به [2] .
وسُئل أبو الحسن الثالث ( عليه السلام ) عن ثياب تُعمل بالبصرة على عمل العصْب اليماني من قزٍّ وقطن ، هل يصلح أن يكفّن فيها الموتى ؟ فقال : إذا كان القطن أكثر من القز فلا بأس [3] . العَصْب ، مثل فَلْس : بُرْدٌ يُصبغ غَزْلُه ثم يُنسج ، ولا يثنى ولا يُجمع ، وإنّما يثنّى ويُجمع ما يُضاف إليه فيقال : بُردا عَصْب وبُرود عَصْب ، والإضافة للتخصيص ، ويجوز أن يُجعل وصفاً فيقال : شريتُ ثوباً عَصْباً . وقال السهيلي : العصب صِبغٌ لا ينبت إلاّ باليمن [4] .