كالقمرين للشمس والقمر [1] . وقد جاء تفسيرهما في الحديث قيل : وما العصران ؟ قال : صلاةٌ قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها » [2] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ذَكّرهُم بأيّام اللهِ واجْلِس لَهُم العَصْرَينِ » [3] أي بُكرةً وَعِشيَّا . والمُعْصِر : التي بلغت عَصْر شبابها وأدركت . وقيل : أوّل ما أدركت وحاضت ، يقال : أعصرت ، كأنّها دخلت عصر شبابها ، والجمع مَعاصِر ومعاصير ، والإعصار في الجارية كالمُراهقة في الغُلام ، وقيل : المعصر التي راهقت العشرين [4] . ومنه خبر خلف بن حمّاد الكوفي قال : تزوَّج بعض أصحابنا جاريةً مُعْصراً لم تطمث ، فلمّا اقتضّها سال الدم [5] . وعُصارة الشيء وعُصارُه وعَصيرُه : ما تحلّب منه إذا عَصَرْته ، وعَصَر العِنَب ونحوه ، ممّا له دُهن أو شراب أو عسل ، يَعْصِرُه عَصْراً ، فهو معصور ، وعصير . والمَعْصَرة : التي يُعصر فيها العنب . والمُعْصرات : السحاب فيها المطر ، وقيل : السحائب تُعْتَصَر بالمطر ، وفي التنزيل : ( وأنزلنا من المعصراتِ ماءً ثجّاجاً ) [6] . والعَصْر : العطيّة ، وقد عَصَر . وهو كريم العُصارة والمُعْتَصر : أي عند المسألة . والاعتصار : أن يُخرَجَ من إنسان مالٌ بغُرْم أو غيره . والارتجاع في النِّحْلة . والمنعُ ، والحبسُ ، وفي الحديث : « يعتصِرُ الوالدُ على وَلَده في ماله » [1] . قال الزمخشري : وإنّما عدّاه ب « على » لأنّه في معنى يرجع عليه ويعود عليه ، ويُسمّى مَنْ يفعل ذلك عاصراً وعصوراً . وروي « يعتسر من مال ولده » من الاعتسار ، وهو الاقتسار ، أي يأخذه منه وهو كاره [2] . والعصارةُ : الغَلَّة ، وفسّر قوله تعالى : ( وفيه يَعْصِرون ) [3] . أي يَسْتَغِلُّون أرضهم ويعتصرون من زرعها [4] . وقيل : هو من العُصرة ، وهي المنجاة . والاعتصار : الالتجاء . وعصرَ الزرعُ : نبتت أكمام سُنبُلِه ، كأنّه مأخوذ من العصر ، الذي هو الملجأ والحِرز . وكلُّ حِصْن يُتحصّن به فهو عَصَرٌ ، والعصّار : الملك الملجأُ . والعُصرةُ : الدِّنية ، وهم موالينا عُصرةً ، أي دِنْيةً دون مَنْ سواهم . ويقال قُصرة بهذا