أنْ يكونَ عَشّاراً أو عَرِيفاً أو شُرْطِيَّاً » [1] .
العشّار : يقال : عشّرتهم تعشيراً ، أخذت العشر من أموالهم ، وبالتخفيف أيضاً ، وبه سُمّي العشّار عشاراً [2] . وناقة عُشَراء ، إذا بلغت في حملها عشرة أشهر وقَرُب ولادُها ، والجمع عِشار [3] . ومنه جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) لقيام الساعة بقوله : « تُظْلِمُ له الأقطارُ ، وتُعطَّلُ فيه صروم العِشار » [4] . وقوله تعالى : ( وإذا العِشار عُطّلت ) [5] . من ذلك . والعشير : المعاشر قريباً كان أو معارِفَ [6] .
[ عشا ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « عاش ركّابُ عشوات » [7] .
العشا : سوء البصر بالليل والنهار ، يكون في الناس والدوابِّ والإبل والطير . وتعاشى الرجل في أمره ، إذا تجاهل ، على المثل [8] . ومنه قوله ( عليه السلام ) : خبّاط عشوات ، أي يخبط في الظلام ، وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحيّر ويضلّ ، فربّما تردّى في بئر ، فهو كقولهم : يخبط في عمياء ، إذا ركب أمراً بجهالة [9] . ومنه قول زهير بن أبي سلمة :
رأيتُ المنايا خَبْط عَشْواء من تُصِب * تُمِتْهُ ومن تُخطىء يُعمَّر فَيَهْرَمِ [10] ومنه جاء قوله ( عليه السلام ) في وصف المتّقين :
« كَشَّافُ عَشَوَات » [1] . أي أُمور مظلمة لا يُهتدى إليها [2] . وقد استعيرت العشوة للغفلة والجهل في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ الله سبحانه وتعالى جَعَلَ الذكْرَ جِلاَءً للقُلوب ، تَسْمَعُ به بَعْد الوَقْرَةِ ، وتُبْصِرُ به بَعْدَ العَشْوَةِ » [3] . وباعتبار ضعف البصيرة لدى أهل الشام قال ( عليه السلام ) عنهم : « فَوَاللهِ ما دَفَعْتُ الحَرْبَ يَوْمَاً إلاّ وأنَا أطمَعُ أن تلْحَق بي طائفةٌ فتهتدي بي ، وتَعْشُو إلى ضَوْئي » [4] . وعشوتُ النار : قصدتها ليلاً ، وسُمِّي النار التي