العظم يَعْرُقه عَرقاً وتعرّقه واعترقه : أكل ما عليه . والمِعْرق حديدة يُبرى بها العُراق من العظام [1] . والمراد لا شئ أخبث من عظم خنزير بلا لحم في يد مستحلّ للخنزير مجذوم .
أخبر ( عليه السلام ) عن خساسة الدنيا وخساسة من قنع بها [2] . واستعار عليّ ( عليه السلام ) العَرْق للذلّة والضعف بقوله : « واللهِ إنّ امرءاً يُمَكِّن عَدَوَّه مِن نَفْسِه يَعْرُقُ لَحْمَهُ ، ويَهْشِمُ عَظْمَهُ ، ويَفْرِي جِلْدَهُ ، لَعظِيمٌ عَجْزُهُ » [3] . وجاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « مِسْكِيْنٌ ابنُ آدَمَ ، مَكْتُومُ الأَجَلِ ، مَكْنوُنُ العِلَل ، مَحْفُوظُ العَمَلِ ، تُؤْلِمُهُ البَقَّةُ ، وتَقْتُلُه الشَّرْقَةُ ، وتُنْتِنُهُ العَرْقةُ » [4] .
العَرَقُ : ماء الجسد يجري من أُصول الشعر ، وإن جُمع فقياسه أعراق مثل حدث وأحداث وسبب وأسباب . ولَبنٌ عَرِقٌ : فاسد الطّعم . وعِرْقُ الشجرة وعروق كلِّ شيء أطنابه تَنْبت من أصوله . وأعرق الشجر : امتدّت عروقه . والعريق من الناس والخيل : الذي فيه عِرقٌ من الكرم . والعِراق : شاطىء البحر على طوله ، وبه سُمّي العراقُ لأنّه على شاطىء دِجْلَةَ والفرات [5] . ومن المجاز جاء الحديث : « ليس لِعرْق ظالم حقّ » . وهو الذي يغرسُ في الأرض على وجه الاغتصاب ، أو في أرض أحياها غيره ليستوجبها لنفسه ، فوصف العرق بالظلم مجازاً ليُعلم أنّه لا حرمة له [1] .
وفي حديث أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال للذي أتي امرأته في شهر رمضان : « تصدّق على ستّين مسكيناً ، فقال لا أجد ، فأُتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعرقِ أو مكتل فيه خمسة عشر صاعاً من تمر فقال له ( صلى الله عليه وآله ) : خذها وتصدّق بها » [2] . العرَق : كلّ مضفور مصطفّ ، واحدته عَرقة [3] . قال الأصمعي : أصل العرق السقيفة المنسوجة من الخوض قبل أن تجعل منها زَبيلا ، فسمّي الزبيل عرقاً لذلك ، ويقال له : العَرقة أيضاً . وكذلك كلّ شيء مصطفّ مثل الطير إذا اصطفّت في السماء فهي