أي طيّبة العَرْف . والعَرْف : الريح ، طيّبة كانت أو خبيثة . يقال : ما أطيب عَرْفَه ! والتعريف : التطييب . من العَرْف . وعَرّفه : طيّبه وزيّنه [1] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) « ولَوْ أَرادَ اللهُ أنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُور يَخْطَفُ الأبْصَارَ ضِيَاؤهُ ، ويَبْهَرُ العُقُول رُوَاؤهُ ، وطِيْب يَأْخُذُ الأَنْفَاسَ عَرْفهُ » [2] . ومنه فسّر ابن عباس قوله تعالى : ( ويُدخلهم الجنّة عَرّفها لهم ) [3] . أي طيّبها لهم بأنواع الملاذ ، مأخوذ من العَرْف . تقول العرب : عرّفتُ القدر ، إذا طيّبتها بالملح والأبزار [4] .
وجاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَما رَاعَني إلاّ والناسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إليّ ، يَنْثَالُونَ عَليَّ من كُلِّ جَانِب » [5] . عُرْف الضبع : يقال للضبع عَرْفاء لطول عُرْفها وكثرة شعرها . وعُرف الديك والفرس والدابة وغيرها : منَبِت الشعر والريش من العُنق ، واستعمله الأصمعي في الإنسان [6] . وعرف الضّبُع ثخين ، ويُضرب به المثل في الازدحام [7] . وانثالوا ، أي انصبّوا واجتمعوا من كلِّ وجه ، وهو مطاوع ثال يثول ثولاً ، إذا صبّ ما في الإناء [8] .
في حديث أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : « لا آخذ بقول عرّاف ، ولا قائف ولا لصٍّ ، ولا أقبل شهادة الفاسق إلاّ على نفسه » [1] .
العرّاف : كالكاهِن إلاّ أنّ العرّاف يختصّ بمن يُخبر بالأحوال المُسْتَقْبَلةِ ، والكاهن بمن يُخبر عن الأحوال الماضية . والعريف بمن يَعْرف الناس ويُعرّفهم ، قال الشاعر :
بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم [2] . قال الجاحظ : هو دون الكاهن . قال الشاعر :
جعلتُ لعرّاف اليمامة حكمه * وعرّافِ نجد إنْ هُما شَفياني [3] [ عرق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « واللهِ لَدنياكُم هذهِ أَهْوَنُ في عَيْنِي من عُراقِ خِنْزِير في يَدِ مَجْذُوم » [4] .
العُراق : العظم أُخِذ عنه اللحم [5] . وعَرَقَ