انتواها . وجمع الطِّيّة طِواء [1] . وفلان يطوى البلاد ، أي : يقطعها بلداً عن بلد [2] واستعار لفظ الطيّات لمنازل السفر إلى الآخرة بالموت عن الدنيا وأهلها ، فإنّ الآخرة أبعد منزل عن الدنيا [3] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « انْدَمَجْتُ على مَكْنُون علم لَو بُحْتُ به لاضْطَرَبْتُم اضطرابَ الأرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البَعيدَةِ » [4] . الطَّوِيّ : البئر المطوية بالحجارة ، مذكّر ، فإنْ أُنّث فعلى المعنى وجمع الطويّ أطواء . وطوى الرّكِيَّة طيّاً : عرشها بالحجارة والآجُرّ [5] . ومنه حديث عبد المطلب لما حفر زمزم : فلّما حفر وبلغ الطويّ ، طويّ إسماعيل ، وعلم أنّه قد وقع على الماء ، كبّر وكبّرت قريش [6] . والطويّ في الأصل صفة فعيل بمعنى مفعول ، فلذلك جمعوه على الأطواء ، كشريف وأشراف ، ويتيم وأيتام ، وإنْ كان قد انتقل إلى باب الاسميّة . وفي حديث أهل الصفّة قال ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) : « لا أُخدمك وأترك أهل الصُّفّة تطوي بطونهم » . يقال : طوى من الجوع يَطْوَى طَوَى فهو طاو ، أي خالي البطن جائع لم يأكل ، وطوى يَطْوِى ، بالكسر ، إذا تعمّد ذلك [7] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « واطْوُوا فُضُولَ الخَوَاصِرِ » [8] . كناية عن الأمر بترك ما يفضل من متاع الدنيا على قدر الحاجة ، من ألوان الطعوم والملابس . وأصله أنَّ الخواصر والبطون لها احتمال أن تتسع لما فوق قدر الحاجة من المأكول ، فذلك القدر المتسع لما فوق الحاجة هو فضول الخواصر [1] .
[ طيب ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « شَجَرَتُه خَيْرُ شَجَرة ، أَغصانُها مُعْتَدلِةٌ ، وثِمَارُها مُتَهدِّلَةٌ ، مَوْلِدُهُ بِمَكّةَ ، وهِجْرَتُهُ بِطَيبَة » [2] .
طيبة وطابة : اسم المدينة المنوّرة ، سميت من الطِّيب ، لأنّ المدينة كان اسمها يثرِب ، والثَّرْب الفساد ، فنهى ( صلى الله عليه وآله ) أن تُسمّى به