قوله تعالى : ( لَنْ يُغْنوا عَنْكَ مِن اللهِ شَيْئاً ) [1] .
وفي دعائه ( صلى الله عليه وآله ) : « اللهم بك أُحاول ، وبك أصاول ، وبك أُطاول » . هو مفاعلة من الطّوْل ، وهو الفضل والعلوّ على الأعداء [2] . والطول ، بفتح الطاء الفضل والزيادة ، وبضمها في الجسم ، لأنّه زيادة ، كما أنّ القُصَر قصور فيه نقصان . وقولهم : طلتُ فلاناً ، أي كنتُ أطول منه ، من الطَّول والطُّول جميعاً . وذو الطَّول ، في صفاته تعالى : المتفضل بترك العقاب المستحقّ عاجلاً وآجلاً لغير الكافر [3] . وفسّر قوله تعالى ( ذي الطول ) [4] . كأنّه طال بإنعامه على غيره ، وقيل : لأنّه طالت مدّة إنعامه [5] . وباعتبار القهر والغلبة في الاستطالة جاء حديث الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ السَّفَة خلق لئيم ، يستطيل على من هو دونه ، ويخضع لمن هو فوقه » [6] . وكنّى عليّ ( عليه السلام ) عن التسويف بطول الأمل قائلاً : « إنَّ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عليكم اثنتان : اتبّاعُ الهَوَى وطُولُ الأَمَل » [7] . والطول والقصر من الأسماء المتضايفة ، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزمان وغيره [8] . فيقال : طال طَوْلُك ، إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه [9] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) في ذمّ أصحابه : « أعاليل بأَضَالِيلَ ، وسَأَلْتُمُوني التَّطْويلَ ، دِفاعَ ذي الدَّين المَطُول » [1] . وقولهم : ما يُدري أيَّ طرفيه أطول . أي ما يُدري أيّ أبويه أشرف [2] . وباعتبار الشرف والفضل قال عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « الحَمْدُ لله الذي عَلا بِحَوْلِه ، ودَنَا بِطَوْلِهِ » [3] .
[ طوى ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الموت : « مُكَدِّرُ شُهَوَاتِكُمْ ، ومُبَاعِد طِيَّاتِكم » [4] .
الطيّات : المنازل والطرق [5] . والطِّيَّةُ : تكون منتوى ، مضى لِطيّته ، أي لنيّته التي