والطلّ : النَّدى . وقال قومٌ : بل هو أكثر من النَّدى ، وأقلّ من المطر [1] . ومنه جاء المجاز في حديث علي ( عليه السلام ) لوصف حال الإنسان في الدنيا : « ولم تَطُلّه فيها دِيَمةُ رَخَاء ، إلاّ هَتَنت عليه مُزْنة بَلاَء » [2] .
[ طمح ] في الحديث قال عليّ ( عليه السلام ) : « إذا بال أحدكم فلا يطمحنّ ببوله في الهواء ولا يستقبل الريح » [3] .
يطمحن : يقال : طمّحت بالشيء في الهواء ، رميت به [4] . وطمحَ الشيءُ والبصرُ طُموحاً وطَماحاً ، ارتفعا [5] . وأصله قولهم : جبل طامح ، أي عال مُشْرِف [6] . وطَمحَ الفرسُ طموحاً وطِماحاً : ركب رأسه في عَدْوه رافعاً بصره ، وهو طمّاح وطموح ، وفيه طِماح وجماح [7] . ومن هذا جاء المجاز في كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي : « فَانظُر إلى عِظَم مُلْك اللهِ فَوْقَكَ ، وقُدْرَتِه مِنْك عَلَى ما لا تَقْدِرُ عَلَيه مِنْ نَفْسِك ، فإنّ ذلك يُطَامِنُ إليكَ مِنْ طِمَاحِكَ ، وَيَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ [8] . واستعار منه عليّ ( عليه السلام ) للرغبة الغريزية بقوله : « إنّ أبْصَار هذه الفُحُول طَوَامِحُ » [9] .
[ طمر ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى عثمان بن حنيف : « وإنَّ إمَامَكم قد اكتفى من دُنْياهُ بِطِمْرَيه ، ومن طُعْمِه بِقُرصَيه » [1] .
الطِّمْر : الثوبُ الخلَقُ ، وخصّ ابن الأعرابي به الكساءَ البالي من غير الصوف ، والجمع أطمار [2] . وجاء بلفظ المثنى ، لأنّ طمريه كانا عمامة ومدرعة قد استحيا من راقعها [3] . وقرصاه كانا من شعير غير منخول ، واحد بالغداة ، وواحد بالعشي [4] . والعرب لهم رداء وإزار [5] . وفي الخبر روى أبو هريرة قال قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ألا أنبئك بأهل الجنّة ؟ قلت : بلى ! قال : « كلّ مُتَضعَّف ذي طِمرين لايؤبَه له ، لو أقسم على الله لأبرّه » [6] .