لشدّتها . وتضارس القوم ، إذا تعادوا وتحاربوا ، والمصدر المضارسة والضِّراس [1] . ومن هذا جاء كتابه ( عليه السلام ) عن وصف صفّين وأهل الشام : « فلمّا ضَرَّسْتنا وَإيّاهم ، ووضعت مَخَالِبَها فينا وفيهِم » [2] . ولكون الناقة الضروس تعضّ حالبها ليبقى لبنها لولدها ، وذلك لفرط شفقتها عليه ، شبّه عليّ ( عليه السلام ) عودة الدنيا في دولة المهدي ( عليه السلام ) لهم بقوله : « لَتَعْطِفَنَّ الدُّنيا عَلَينا بعد شِمَاسِها عطف الضَّرُوسِ على وَلَدِها » [3] . وذلك لتمكّنهم من الحكم فيها ، ووجه الشبه شدّة العطف [4] . والضرس : مذكّر ما دام له هذا الاسم ، فإنْ قيل فيه سنٌّ فهو مؤنّث [5] .
[ ضرع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في توبيخ بعض أصحابه : « أَضْرَعَ اللهُ خُدودَكُم » [6] .
الضراعة : يقال : ضرع إليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً : خضع وذلّ ، فهو ضارع ، من قوم ضَرَعة وضُروع . وتضرّع : تذلل وتخشّع . وخدُّ ضارع وجنبٌ ضارع : مُتَخَشّعٌ ، على المثل . وأضرع الله خدودكم : أي أذلّها . والضارع : الصغير من كلّ شيء ، وقيل : الصغير السنّ . الضعيف الضاوي النحيف . وإنّ فلاناً لضارع الجسم ، أي نحيف ضعيف [7] . ومنه الحديث : أنّه قال ( صلى الله عليه وآله ) لِوَلَدَيْ جعفر ( قدس سره ) :
« مالي أراهما ضارعين ؟ فقالوا : إنَّ العين تُسْرِع إليهما » [1] . ومن معنى الضعف والتذلل جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « لا يُقيم أمْرَ اللهِ سُبحانه إلاّ من لا يُصَانِعُ ولا يُضَارِعُ » [2] . والضَّرْع للشاة والبقرة ونحوهما ، ومنهم من يجعلُه لكلّ دابّة . ويقال : ماله زرْع ولا ضَرْع . وضرّعت الشمسُ : دنت من الغروب أو غابت ، وقد تُخفّفُ ، ويُستعمل في غيرها ممّا يدنو هو أو شيء منه . والمضارع للشيء : المُشابهُ له [3] . ومنه حديث عَدِيّ : قال له : « لا يختلِجنّ في صدرك شيء ضارَعْت فيه النصرانيّة » . وذلك أنّه سأله عن طعام النَّصارى ، فكأنّه أراد : لا يتحرّكنّ في قلبك شكّ أنّ ما شابهت فيه النصارى حرام أو خبيث أُو مكروه [4] . والضريع في قوله تعالى :