[ صنع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « لا يُقيم أمرَ الله سُبحانه إلاّ من لا يُصانع ، ولا يُضارع ، ولا يَتَّبِع المَطَامِع » [1] .
يصانع : من التصنّع : تكلُّف الصلاح وليس به . والتصنّع : تكلّف حسن السَّمست وإظهارُه والتّزيّن به والباطن مدخول . والمصانعة : الرّشوة . وصانعه : داراه وليّنه وداهنه . والمصانعة أن تصنع له شيئاً ليصنع لك شيئاً آخر ، وهي مفاعلة من الصُّنْع [2] .
وفي كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى عماله على الخراج : « فإنّ الله سبحانه قد اصْطَنَع عِنْدنا وعِنْدَكُم أن نَشْكُره بجُهْدِنا » [3] . الاصطناع : يقال : اصطنع ، أي : أمر أن يُصْنَع له ، كما تقول : اكتتب ، أي أمر أن يُكتب له . والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد . واستصنع الشيء : دعا إلى صنعه . والاصطناع : افتعال من الصنيعة ، وهي العَطيّة والكرامة والإحسان [4] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « صَنَائعُ المعروف فإنّها تَقي مصارِع الهوَان » [5] . واصطنعه : اتخذه [6] . ومنه جاء قوله تعالى : ( واصطنعتك لنفسي ) [7] . وهذا تمثيل لما خوّل موسى ( عليه السلام ) في منزلة التقريب والتكريم والتكليم . مثل حاله بحال من يراه بعض الملوك ، لجوامع خصال فيه وخصائص ، أهلاً لئلاّ يكون أحد أقرب منزلة منه إليه ، ولا ألطف محلاً ، فيصطنعه بالكرامة والأثرة [1] . والأصناع : الأسواق . وقيل : المدائن ، وكلّ موضع صنع فيه ، وهي مناقع الماء أيضاً ، الواحدِ صنع ، بكسر الصاد . ومثلها المصانِعُ : الواحد مَصْنَعَة . والمصانع : الآثار والأبنية . والصُنّاع : الذين يعملون بأيديهم . والفعل الصِّناعة والتصنّع الترائي . وصنعتُ الفرسَ فهو صنيع : أحسنتُ القيام عليه . وصنع الجارية تصنيعاً : أي أحسن إليها وسمّنها [2] . وباعتبار كلّ معلوم الحقيقة مصنوع قال عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « كلُّ معروف بِنَفْسه مَصْنُوع ، وكُلُّ قائمِ في سِواه مَعْلُول » [3] . نفى عنه الصناعة ، لأنّه تعالى لو كان مصنوعاً لكان ممكناً مفتقراً إلى الغير فلا يكون واجب