مجتمع الريق من الشفتين الذي يمسحه الإنسان [1] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « نَظِّفوا الصِّماغَين فإنّهما مَقْعَدا الملكين » . ويقال لهما : الصاغمان ، والصِّوارا ، [2] . وهذا حثٌّ على السواك . وقد أصمغ الرجلُ ، إذا زَبّب شِدْقاه [3] .
[ صمم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وكلُّ سميع غَيْره يَصَمُّ عن لَطيف الأصْوَاتِ » [4] .
الصمم : انسداد الأُذن وثِقَل السمع . يقال : صَمَّ يَصَمُّ وصمم بإظهار التضعيف ، صمّاً وصمماً وأصمّ وأصمّه الله فصَمّ وأصمّ أيضاً بمعنى صمّ . والصمم في الحجر : الشّدّة ، وفي القناة الاكتناز . وحجر أصم : صُلْب مُصْمَت [5] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « والصُّمُّ الرَّوَاسِخُ » [6] . وفي حديث هشام ابن الحكم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في حصى الجمار قال : كره الصُمُّ منها . وقال : خذ البُرش [7] .
وجاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « كلامكم يُوهي الصُّمّ الصّلاب » [8] . أراد بالصّم الصلاب : الحجارة الشديدة ، والجبال الصلبة [9] . واستعار ( عليه السلام ) ذلك للقلوب التي تضعف من كلامهم وكسلهم وتوهينهم الجهاد . وباعتبار القوة وحدّة السم في الحيّة الصمّاء جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) حال العرب بقوله : « مُنِيخُون بين حِجَارة خُشْن ، وحَيّات صُمٍّ » [1] . كنّى عن الداهية بالحيّة ، وتُوصف الداهية بالصّماء [2] . كأنّه من الصمم ، أي هو أمر لا فرجة فيه [3] . والحيّات الصم لا علاج لسمومها ، وهي لا تنزجر بالصوت كأنّها لا تسمع ، وربمّا يراد بها الصلبة الشديدة [4] . وقولهم : صمّم في الأمر ، إذا مضى فيه راكباً رأسه ، كأنّه لّما أراد ذلك لم يسمع عَذْل عاذل ولا نَهْيَ ناه ، فكأنّه أصمّ [5] .