الصَّفاة : صخرة ملساء ، والصّفا جمع صَفاة يُكتب بالألف ، فإذا ثُني قيل : صَفَوان ، وهو الصّفْواء أيضاً . ومنه الحديث : « لا تُقرع لهم صَفاة » أي : لا ينالهم أحدٌ بسوء [1] . وفي حديث الوحي : « كأنّها سِلْسلَة على صفوان » . الصّفوْان : الحجر الأملس . وجمعه صُفِيٌّ . وقيل : هو جمع ، واحده صَفْوانه [2] . وصفاتهم وقناتهم جاء بها ( عليه السلام ) على الاستعارة ، أي كانت قناتهم معوجّة فاستقامت . وكانت صفاتهم متقلقة متزلزلة ، فاطمأنّت واستقرّت [3] . فالإسلام ودعوته ( صلى الله عليه وآله ) أرست كيان العرب وخلقت منهم أمّة ذات حضارة أصيلة كالبنيان الشامخ الثابت الأساس ببركته ( صلى الله عليه وآله ) وما جاء به من نظام الإسلام الذي شرّف العرب بما شيّده ( صلى الله عليه وآله ) لهم على مدى الأزمان .
وفي كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي يوصيه بالمساكين والمحتاجين : « واجعل لهم قِسْماً من بيت مالك ، وقِسْماً من غَلاّتِ صَوَافي الإسلام في كلّ بَلَد » [4] . الصوافي : الأملاك والأرض التي جلا عنها أهلُها أو ماتوا ولا وارث لها ، واحدتها صافية [5] . والاصطفاء : تناول صفو الشيء ، كما أنّ الاختيار تناول خيره [6] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) عن خلق آدم : « واصطفى سُبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم » [1] . والصفيّ والصفيّة : وهو ما يصطفيه الرئيس لنفسه . قال الشاعر :
لك المرباعُ منها والصفايا [2] واستعار عليّ ( عليه السلام ) لفظ الصفو ، وهو خالص الشراب ، إمّا لخلاص دينهم وإيمانهم ، أو لخالص دنياهم وصافيها [3] . بقوله : « ولا تُطيعوا الأدْعِيَاءَ الذين شَرِبْتُم بِصَفْوِكُم كَدَرهم » [4] .
[ صقع ] قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو خطيباً مصقعاً ولقلبه أشدّ ظلمةً من الليل المظلم ، وتجد الرجل لا يستطيع يعبّر عمّا في قلبه بلسانه وقلبه