فناء باب الدّار ومَمرُّ الناس بين يديه [1] . ومنه الإصعاد ، قال الفرّاء : الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج ، تقول : أصْعدنا من مكّة ، وأصعدنا من الكوفة إلى خراسان وأشباه ذلك ، فإذا صعدت في السُّلَّم وفي الدّرجة وأشباهه قلت : صَعِدْتُ ، ولم تقل : أصْعدتُ . وقال ابن السكّيت : يقال : صَعِد في الجبل ، وأصعد في البلاد [2] . ومنه قوله تعالى : ( كأنمّا يصّعّدُ في السماء ) [3] . وأصل يصّعّد يتصّعد وقد قرىء به [4] . كأنمّا يزاول أمراً غير ممكن ، لأنّ صعود السماء مثل فيما يمتنع ويبعد من الاستطاعة وتضيق عنه المقدرة [5] .
وفي حديث كميل : « أخذ بيدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأخرجني إلى الجبّان ، فلما أصحر تنفّس الصُّعَداء » [6] . تنفّس الصُّعداء : هو النَفَس بتوجّع . وتصعّد النّفسُ : صعب مَخْرَجُه ، وهو الصُّعداءُ ، وقيل : الصُّعداء النّفس إلى فوق ، وهو يتنفّس الصُّعداء ويتنفس صُعُداً [7] .
[ صعر ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي يوصيه بالمساكين : « ولا تُصَعِّر خَدَّك لَهُم » [8] .
الصَّعَرُ : مَيْلٌ في العُنُقَ . والتصعيرُ إمالَتُهُ عن النظر كِبْراً [9] . يقال : صعّر خدّه وصاعره ، وفلان متصاعر [1] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( ولا تُصعّر خَدَّكِ لِلناس ) [2] . والصَّعر : داء يصيب الإبل فتلتوي منه أعناقها ، وبه سُمّي المتكبّر أصعر [3] .
[ صغا ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي يوصيه بالرعية : « فَلْيَكُن صِغْوُك لَهُم ، ومَيْلُكَ مَعَهم » [4] .
الإصغاء : الاستماع ، تقول : أصغيت إليه سمعي ، وصَغَيْتُ إلى حديث وصغوتُ . وصغا فؤاده إلى كذا يصغو : مال . وصِغْوُه مَعَه وصَغْوُه وصَغَاه . وصغت النجوم : مالت للغروب .