« فَأُوبُوا شَرَّ مَآب ، وَارْجِعُوا عَلَى أَثَرِ الأَعْقَابِ » [1] .
المآب : المرجع . يقال : آبت الشمسُ تَؤوبُ إياباً وأُيوبا ، الأخيرة عن سيبويه : غابت في مآبها ، أي في مغيبها ، كأنّها رجعت إلى مبدئها .
وفي الحديث : « شغلونا عن صلاة الوُسْطى حتى آبتِ الشمسُ ملأَ اللّه قلوبهم ناراً » .
أي : غَرَبت ، من الأوب الرجوع ، لأنّها ترجع بالغروب إلى الموضع الذي طلعت منه [2] .
ومنه قوله تعالى : ( وإنّ للطاغين لشرَّ مآب ) [3] . ومن هذا جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فَمنْ يبتغ غير الإسلام ديناً تتحقق شِقْوَتُهُ ، وتنفصِم عُرْوَتُه ، وتَعظُمْ كبْوتُه ، ويكن مآبُه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل » [4] . ويقال : كنتُ على صوب فلانِ وأوبه ، أي على طريقته ووجهه . وما زال هذا أوْبه ، أي طريقته وعادته . وما يُدْرَى في أيِّ أوْب هو [5] .
أود في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن خلقه تعالى الأرض : « وأَقَامَهَا بغير قَوَائِمَ ، وَرَفَعَهَا بِغَيْرِ دَعَائِمَ ، وَحَصَّنَهَا من الأَوَدِ والاعْوِجَاج ، وَمَنَعَهَا مِن التَّهافُتِ والانفِرَاجِ » [6] .
الانئياد : الانحناء . وأَوِد الشيءُ بالكسر ، يأوَدُ أوَداً ، فهو آودٌ : اعوجّ . وتأوّدَ الشيء : تعوّج . وآد العشيّ ، إذا مال . وآد الشيء أوْداً : رجع ، ويقال : تأوّدت المرأة في قيامها ، إذا تثنّت لتثاقلها . ويقال : توأد واتّأدَ ، إذا ترزّن وتمهّل [1] . وآدني : أثقلني ، يَؤُودُني [2] . ومنه قوله تعالى : ( ولا يَؤُدُه حِفْظُهما وهو العليّ العظيم ) [3] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « ولم يَؤُدْهُ منها خَلْقُ ما خَلَقه وبَرَأه » [4] . ومن معنى الانحراف والميل جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) يريد به بعض أصحابه : « للّه بَلاَءُ فُلانِ ، فَلَقَدْ قوّم الأَوَد ، وداوى العَمَد » [5] .
وباعتبار الجهد والمشقّة قال عليّ ( عليه السلام ) لطلحة والزبير حين جاءا لمبايعته : « لكنكما شريكان في القوّة والاستعانة ، وعونان على