يجِب السُّؤدَد » [1] .
السؤدد : الشَّرفُ ، وقد يُهمز وتُضمُّ الدال الأولى . يقال : سادهم سُوْداً سُودُداً وسيادةً وسَيْدودة . ومنه السيّد يُطلق على الربِّ ، والمالك ، والشريف ، والفاضل ، والكريم ، والحليم ، ومُحْتَمل أذى قومه ، والزوج ، والرئيس ، والمقدّم ، وأصله من ساد يسود فهو سَيْود ، فقُلبت الواو ياءً لأجل الياء الساكنة قبلها ثمّ أدغمت . والمسودُ الذي ساده غيره . والمُسوَّد السيّد [2] . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « أنا سيّد النبيين ، وعليّ سيّد الوصيين ، والحسن والحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، والأئمة بعدهما سادات المتّقين » [3] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الزَمُوا السَّوادَ الأعْظَمَ ، فإنَّ يَدَ اللهِ مع الجَمَاعةِ » [4] . أراد بالسواد الأعظم الفرقة المحقّة والعدد الكثير الذين فيْهم حجّة ، فإجماعهم حُجّة [5] .
ومعنى السواد في حديث السجاد ( عليه السلام ) إذا رأى جنازة قد أقبلت : « الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم » [6] . هو غير الفرقة المحقّة المرادة بقول عليّ ( عليه السلام ) أعلاه ، وإنّما أراد به عموم الناس ، يقال لهم السَّواد والأساود ، وهم الضروب المتفرّقون . وسواد العسكر ما يشتمل عليه من المضارب والآلات والدوابِّ وغيرها . والسواد : الشخص ، لأنّه يُرى من بعيد أسود . وصرّح أبو عبيد بأنّه شخص كلِّ شيء من متاع وغيره ، والجمع أسودة ، وأساود جمع الجمع [1] ، ومن ذلك يُفسّر حديث سلمان ( رضي الله عنه ) حين سُئل عن بكائه ، فقال : إنّي لا أبكي جزعاً من الموت ، ولا حرصاً على الدنيا ، ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهد إلينا فقال : ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب ، وحولي هذه الأساود وإنّما حوله إجّانة وجفنة ومطهرة [2] .
وقد يُراد بالأساود الأفاعي ، واحدها أسود وهو العظيم من الحيّات وفيه سواد ،