ومنه قوله تعالى : ( وجَاءت سَكرةُ المَوْتِ بالحَقِّ ) [1] . أي شدّته الذاهبة بالعقل ، والباء في « بالحق » للتعدية ، يعني : وأحضرت سكرة الموت حقيقة الأمر الذي أنطق الله به كتبه وبعث به رسله [2] . والسَّكْر : سَدُّك بثْقَ الماء ومُنْفَجره . والسِّكْر : السِّدَاد . وماء ساكِرٌ : بمعنى ساكن لا يجري [3] . ومنه الخبر : « أنه قال للمستحاضة لمّا شكت إليه كَثْرة الدَّم : اسكُريه » . أي سُدّيه بِخِرقة وشدِّيه بعصابة ، تشبيهاً بسَكْر الماء [4] .
[ سكك ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ووراء ذَلكَ الرجيج الذي تسْتَكُّ منه الأسْمَاعُ سُبُحَاتُ نور » [5] .
الاستكاك : الصمم وذهاب السمع . يقال : سكَّ الشيء يسُكّه سكّاً فاستكّ : سدّه فانسدّ . ويقال : ما استكّ في مسامعي مثله ، أي : ما دخل . وأُذن سكّاء ، أي صغيرةٌ ، والسُكاكةُ : الصغير الأُذنين ; قال ابن الأعرابي يقال للقطاة : حذّاء ، لقصَر ذنبها ، وسكّاء ، لأنّه لا أذُن لها [6] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) : « أنّه مرّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بجديْ أسكّ ملقى على مزبلة ميتاً » [7] أي مصطلم الأذنين . والسكّ : تضبيبك البابَ أو الخشب بالحديد ، وهو السَّكِّيُ والسَّكُّ . والسَّكِّيّ : المسمار [8] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أنّه خطب الناس على منبر الكوفة وهو غير مَسْكوك » [1] . أي غير مُسَمّر بمسامير الحديد . ويُروى بالشين ، وهو المَشْدود [2] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « فَمَا كانَ إلاَّ أَنْ خَارَتْ أَرْضُهُم بِالخَسْفَةِ خُوَارَ السِّكّةِ المُحْمَاةِ في الأرضِ الخَوَّارَةِ » [3] الحديدة تكون في رأس خشبة الفدّان [4] ، وهي حديد المحراث إذا أحميت في النار فتكون أسرع غوراً في الأرض . والسِّكِّين : مأخوذ من السَّكِّ ، وهو التضبيب وتركيب نَصْلِه في مَقْبَضِه . واستكّ النباتُ : اشتد خَصَاصُه التفافاً . واستكَّت الرِّياضُ : التفّتْ . ويقال للرجل إذا رقّ غائطُه : سكّه يسكُّه سكّاً وهو يسُكُّ بِسَلْحِه [5] . والسكاكة : الهواء الذي بين السماء والأرض ، وقيل : الذي لا يُلاقي أعنان