كالصبّ [1] . والسفوح اندفاع الشيء السائل وسرعة جريانه ، ولهذا قيل : دم مسفوح ، لأنّ الدم يخرج من العرق خروجاً سريعاً ، ومنه سفح الجبل لأنّ سيله يندفع إليه بسرعة [2] . ومن هذا وصف عليّ ( عليه السلام ) الناس في الدنيا : « شِلْو مَذْبوح ، ودَم مَسْفوح » [3] .
[ سفد ] عن الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « تعلّموا من الغراب خصالاً ثلاثاً : استتاره بالسفاد ، وبكوره في طلب الرزق ، وحذره » [4] .
السِّفاد : يقال : سَفِد الطائر الأُنثى يَسْفَدُها سِفاداً [5] . ويُكنى به عن الجماع فيقال : سَفَد امرأته ، ومنه السُّفُّود لأنّه يَعْلق بما يُشوَى به عُلُوق السافِد [6] . ويقال لذي الظِّلْف : سَفِدَ يَسْفَدُ سِفاداً [7] . ويقال للطائر : قمَطَ قمْطاً ، وسَفَد سِفاداً ، وقَفَط قَفْطاً [8] .
[ سفر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) لعثمان : « إنّ الناس وَرَائي وقد استَسْفَروني بَيْنَك وبَيْنَهُم » [9] .
استسفروني : جعلوني سفيراً ووسيطاً بينك وبينهم [10] . والسفيرُ : الرسول والمصلح بين القوم والجمع سُفَراء ، وقد سَفَر بينهم يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة : أصلح .
والسَّفَرَةُ : كَتَبةُ الملائكة الذين يحصون الأعمال ، وسمّيت الملائكة سَفَرة لأنّهم يُسفرون بين الله وبين أنبيائه . والسافر في الأصل الكاتب . سُمّي به لأنّه يبين الشيء ويوضحه [1] . والسفر : الكتاب من التوراة والإنجيل وما أشبههما والجمع أسفار . ويقال : كنّا في السِّفر الأوّل ، أي في الكتاب الأوّل [2] . في الحديث المروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) وهو يتجهّز لغزوة تبوك : « إنّي على جناح سَفَر » ، استعار له طيران الطائر ، فقد شبّه السفر بالطائر الذي قد همَّ بالمطار ، وجعل الآخذ أهبة المسافر كالكائن على جناح ذلك الطائر ، يُنتهض نُهوضُه ويُرْقَب تحليقه [3] .