مَحْفوظةٌ ، والسَّرائِرُ مَبْلُوّةٌ » [1] . السرائر ما أضمر في القلوب من العقائد والنيّات [2] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( يوم تُبلى السرائر ) [3] . وبلاؤها : تعرّفها وتصفّحها ، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث [4] . وباعتبار الهداية والضياء والنور في دعوته ( صلى الله عليه وآله ) قال عليّ ( عليه السلام ) : « قد انجابت السرائرُ لأهلِ البصائر ، ووضَحَت مَحَجّةُ الحقّ لخابطها » [5] . وانجابت : أي انكشفت ، قال ابن ميثم : إشارة إلى انكشاف ما يكون بعده لنفسه القدسيّة ولمن تفرّس من أولي التجارب والفطن السليمة ممّا يكون من ملوك بني أُميّة وعموم ظلمهم . ويحتمل أن يريد بالسرائر أسرار الشريعة وانكشافها [6] . والسرر : داء يصيب الإبل في صدورها ، بعير أسرّ وناقة سرّاء [7] . ومنه قال عليّ ( عليه السلام ) واصفاً أصحابه : « فَجَرْجَرْتُم جَرْجَرَةَ الجَمَلِ الأسَرّ » [8] .
[ سرع ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) مع القوم : « سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالة ، ولكم طاقة بما أُحاول ، وقوّة على ما أطلب وأزاول » [9] . سِرعان بفتحها وبكسر السين وضمّها كلّه اسم للفعل كشتّان . يقولون : لسرعان ما صنعتَ كذا ، أي ما أسرع [1] . والسريع : نقيض البطيء ، وفيه قال عليّ ( عليه السلام ) : « مَن ارْتَقَب المَوْت سَارعَ إلى الخَيْرات » [2] . وفي المثل أنّ رجلاً كانت له نَعْجة عَجْفاء ، وكان رغامها يسيل من منخريها لهزالها ، فقيل له : ما هذا الذي يسيل ؟ فقال : وَدَكها ، فقال السائل : سَرْعان ذا إهالةً ، نصب إهالةً على الحال ، وذا إشارة إلى الرغام ، أي سَرُع هذا الرغام حال كونه إهالة . ويجوز أن يُحمل على التمييز على تقدير نقل الفعل ، مثل قولهم : تصبّب زيدٌ عَرقاً . يُضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته [3] . والإهالة ، بكسر الهمزة : الشحم المذاب ، وقيل : دهنٌ يؤتدم به . وقيل : الدّسمُ الجامد [4] . وجاء في الخبر : كان على