القُدْس . . . » الحديث [1] . وهذه السرادقات جاءت على الاستعارة تفيد عظمة الله وجلاله ، مشيرة إلى حقائق بعيدة عن إدراكنا وضعها ( عليه السلام ) بألفاظ موضوعة للمعاني المحسوسة لتكون قريبة إلى عقول البشر . ومنه خبر دعاء الجوشن قال جبرئيل : « يا محمد سمعتُ البارىء يقول : كان هذا الدعاء مكتوباً على سرادق العرش قبل ان أخلق الدنيا بخمسة آلاف عام » [2] . وليس هذا اللفظ يفيد وجود حجب بين الخالق والمخلوق ، فليس بينه سبحانه وبين خلقه حجاب ، بل الخلق محجوبون بأعمالهم وأخلاقهم واعتقادهم ، كأنّها سحائب متراكمة وظلمات بعضها فوق بعض ، وإلاّ فنوره سبحانه محيط بكلّ ذرّة من ذرّات الوجود [3] .
[ سرر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن النبيّ : « سُرّة البَطْحاء » [4] . سَرارُ الأرض : أوسطه وأكرمه ، يقال : أرض سرّاء ، أي طيّبة . والسّرّ : وسط الوادي ، وجمعه سُرور ، وكذلك سَرارُه وسَرارته وسُرّته . وسرُّ الحَسَب وسَرارُه وسَرارَته : أوسطه . يقال : فلان في سرّ قومه ، أي في أفضلهم . وسِرُّ النسب : محضه وأفضله ، والأصل فيه سرارة الروضة ، وهي خير منابتها [1] . وجاء في الحديث أنّه قال ( صلى الله عليه وآله ) لرجل : هل صمتَ من سرار هذا الشهر شيئاً » ؟ السرار : حين يستسرّ الهلال في آخر الشهر [2] . ومنه قول عليّ ( عليه السلام ) : « بِنَا انفجرتم عن السِّرَارِ » [3] . أراد به ( عليه السلام ) ظلمة الجهل التي كانوا فيها ، فكان النبيّ وآله كالصبح في كشف ظلامهم . وباعتبار الاستتار في السرار جاء في الخبر أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حجّ عشرين حجّةً مستسرّاً [4] . وباعتبار كونه تعالى في غنى مطلق عن ظاهر الأمّة وباطنها قال علي ( عليه السلام ) : « ما كان لله في أهل الأرض حاجةٌ من مُسْتسرّ الأمّة ومعلنها » [5] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الأقَاويل