وكلّ رَطْب نَد فهو سَد [1] . وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدّم ، من عموم نعم ابتدأها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جَمَّ عن الإحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها [2] . وأسدى وأولى وأعطى بمعنى [3] .
وجمّ عن الإحصاء : كثُر وزاد ، من قولهم جمّت البئرُ ، فهي تَجُمُّ وتَجِمُّ جُموماً : إذا كثُر ماؤها واجتمع [4] . ونأى عن الجزاء أمدها : بعد ، والنأي : البُعد ، والنائي البعيد ، يقال : نأى يَنْأى نَأْياً ، وأَنْأيْتُه إنْآءً [5] . ومعنى قولها ( عليها السلام ) بَعُد ولم يكن لأحد أن يعرف مدى وقدر نعمه تعالى . وندبهم : دعاهم وحثّهم [6] . واستحمد إلى الخلائق : طلب منهم الحمد . والحمد الشكر لله والثناء عليه ، والحمد قد يكون شكراً للصنيعة ويكون ابتداء للثناء على الرجل ، فحمد الله الثناء عليه ويكون شكراً لنعمه التي شملت الكلّ ، والحمد أعمّ من الشكر [7] . وإجزال النعم ، إعطاؤها العطاء الكثير الجزيل . ومنه قولهم : جاء زمن الجزال والجَزال بالكسر والفتح : يعني الصّرام [1] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فإنّ الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً ، ولم يترككم سُدىً » [2] . سدى : مُهْمَلين . وأَسْدَيْتُهُ : تركته . وسدا الرجلُ سَدْواً ، من باب قال ، مدَّ يده نحو الشيء ، وسدا البعيرُ سَدْواً : مدَّ يده في السير [3] .
[ سرب ] في حديث الرضا ( عليه السلام ) : « من أصبح مُعافىً في بدنه مخلىً في سَرْبه ، عنده قوت يومه ، فكأنّما حِيزت له الدنيا » [4] .
مخلىً في سَرْبه : من قولهم : خلِّ له سَرْبه : طريقه . وآمناً في سَرْبه : أي في منقلبه ومتصرّفه [5] . أو في نفسه ، وقيل : في أهله