ما تستعمل إلاّ فيما يتوصّل به إلى إبطال حقٍّ أو تمشية باطل [1] . وليست هي من الجُعْل والجَعالة ، التي هي صيغة ثمرتها تحصيل المنفعة بعوض مع عدم اشتراط العلم في العمل والعِوض [2] .
[ سحح ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن السّحاب : « أرسله سَحّاً متداركاً » [3] .
سحّاً : يقال : سحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً وسُحُوحاً ، أي : سال من فوق واشتدَّ انصبابه . وساح يسيحُ سَيْحاً ، إذا جرى على وجه الأرض . ومطر سحْسَحٌ وسَحْساحٌ : شديد يسُحُّ جدّاً يقشِر وجه الأرض . وتسحسَحَ الماءُ والشيء : سال [4] . ومنه جاء دعاء الحسين ( عليه السلام ) للاستسقاء : سحاً سحساحاً [5] . وفرس مِسَحُّ ، بكسر الميم : جواد سريع كأنّه يَصُبُّ الجرْيَ صبّاً ، شُبّه بالمطر في سرعة انصبابه . والسَّحُّ والسُّحوح : هما سِمَنُ الشاة . يقال : سَحَّت الشاةُ والبقرة تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً ، إذا سمنت غاية السِّمَن . وقيل : سَمِنَت ولم تنتهِ الغاية [6] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) عن عليّ ( عليه السلام ) في أدب المصّدّق : « وليرفق بهنَّ جهده حتّى يأتينا بإذن اللهِ سحاحاً سِماناً غير متعبات ولا مجهدات » [1] .
وتمْرٌ سَحٌّ : متفرّق . وسُحٌّ : يابس لا يُكنزُ . والسحْسَحُ : عَرْصةُ الدار ، وهي الساحة ، يقال : اذهب فلا أريّنك بِسَحْسَحي وساحتي : أي ناحيتي [2] . وسحّه مائةَ سَوْط يَسُحُّه سحّاً ، أي جَلده [3] . ومن هذا المعنى ومعنى الانصباب والاندفاع استُعيرت العبارة التي أوصى بها أسامة حين أنفذ جيشَه إلى الشام : أغِر عليها غارةً سَحّاء ، لاتتلاقى عليك جموع الروم . أي تسُحُّ عليهم البلاء دفعةً من غير تلبّث ، كما قال القائل : ورُبّةَ غارة أوضعتُ فيها :
كسحٍّ الخزرجيّ جَريم تَمْر [4] .