لأحدكم ميّت فسَجّوه تجاه القبلة » [1] .
التسجية : يقال : سَجّيتُ الميّت ، بالتثقيل ، إذا غطّيته بثوب ونحوه [2] . مستعار من قولهم : سجا البحرُ سجواً ، سكنت أمواجه [3] . وفي سجو البحر قال عليّ ( عليه السلام ) واصفاً عظم مخلوقاته : « ولا لَيْلٌ داج ، ولا بَحْرٌ ساج » [4] . والسجيّة : الغريزة [5] . ومن هذا جاء حديث الصادق ( عليه السلام ) : « إن المؤمن لا يكون سجيّته الكَذِب والبخل والفجور ، وربّما ألمّ من ذلك شيئاً لا يَدوم عليه » [6] . وهي ما سجا عليه طبعه وثبت ، وجمعها سجيات وسجايا [7] .
[ سحت ] في حديث عمّار بن مروان قال : سألتُ أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الغلول ، فقال : كلّ شيء غُلَّ من الإمام فهو سحت ، وأكل مال اليتيم سُحت ، والسحتُ أنواع كثيرة منها ما أُصيب من أعمال الولاة الظلمة ، ومنها أُجور القضاة وأُجور الفواجر ، وثمن الخمر والنبيذ والمسكر ، والرِّبا بعد البيّنة . فأما الرُّشوة ، يا عمّار ، في الأحكام فإنّ ذلك الكفر بالله العظيم ورسوله [8] . السُحت والسُّحُت : كلّ حرام قبيح الذّكر ، وقيل : هو ما خبث من المكاسب وحُرم فلزِم عنه العار ، وقبيح الذكر ، والجمع أسحات ، وإذا وقع الرجل فيها قيل : قد أسحت الرجل . وقيل للحرام الذي لا يحلّ كسبه ، لأنّه يسحتُ البركة ، أي يُذهبها . والعرب تقول : سحت وأسحت [1] . والسحت لغة أهل الحجاز ، والإسحات لغة أهل نجد وبني تميم [2] . ومنه قوله تعالى : ( فيُسحتكم بعذاب ) [3] . أي يستاصلكم بالإهلاك . وأصله من استقصاء الشعر [4] . والرشوة ، بفتح الراء وضمّها وكسرها ، الجُعْل ، والجمع رُشىً ورِشىً ، ورشاه يرشوه رشواً : أعطاه الرشوة . وقد رشا رشوةً وارتشى منه رشوةً ، إذا أخذها وراشاه : حاباه . وترشاه لاينه . وراشاه إذا ظاهره . والرشوة مأخوذة من رشا الفرْخ ، إذا مدّ رأسه إلى أُمّه لتزقّه [5] . وقيل أصلها من الرِّشاء : الحَبْل الذي يتوصّل به إلى الماء ، وجمعه أرشية ، ككساء وأكسية . وقلّ