الناس : نحجّ بيت الله ونزور الله ، لا أنّ الله عزّ وجلّ موصوف بمكان ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً [1] . وقد جاءت الزورة في حديث عليّ ( عليه السلام ) تفيد معنى الواحدة : « وانقطَعوا عن زَوْرَتِه » [2] . الزَّوْر : الزيارة يقال : زاره يزوره زوْراً ، وزيارةً وزوارةً ، والزورةُ : المرّة الواحدة . والتزوير : أن يكرم المزورُ زائره وَيعرِفَ له حقّ زيارته . وقال بعضهم : زار فلان فلاناً ، أي مال إليه ، ومنه تزاورَ عنه ، أي مال عنه . وزور القوم رئيسهم [3] . والزِّوار والزِّيار : حَبْل يُجعل بين التصدير والحَقَب ، وزار الفرس يَزوره : شدّه به . ومنه خبر تميم الداري عن ابن عمٍّ له عن الدجال أنّه ركب البحر ، وأنه رآه في جزيرة من البحر مكبّلاً بالحديد بأزورة ، ورأى دابّة يواريها شعرها ، فقالوا : ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجسّاسة ، دابّة أهْدَب القبال . . الخبر . بأزورة : منصوبة المحلّ ، كأنّه قيل : مُكَبّلاً مَزوراً . والجسّاسةُ : قيل لها لأنّها تجُسُّ الأخبار للدجال . والجسّ في التتبّع والاستثبات يكون بالسؤال وباللمس ، كجسِّ الطبيب باليد وبالبصر . وقِبال الشيء وقبَله : ما استقبلك منه ، ومنه قِبَال النَّعْل . وأهدب : أي كثير الشعر [4] . والزَّوَرُ ، بالتحريك : المَيَلُ ، وهو مثل الصَّعر .
وعُنق أزْوَرُ : مائل . والزَّوْرُ : الصدر . والزوراء : البئر البعيدة القعر ، وأرض زوراء : بعيدة ، ومفازة زوراء : مائلة عن السَّمْت والقصدِ . وفلاة زوراء : بعيدة فيها ازورار . وسمّيت مدينة الزوراء لازورار قبلتها . والتزوير : تزيين الكذب ، وإصلاح الكلام وتهيئته . والإنسان يزوّر كلاماً ، هو أن يقوّمه ويُتقنه قبل أن يتكلّم به . والزُّور : شهادة الباطل وقول الكذب ، ولم يشتقّ من تزوير الكلام ، ولكنه اشتُقّ من تزوير الصدر . والزَّورُ : العزيمة . وماله زورٌ ولا صَيُّور ، بمعنىً . أي : ماله رأي وعقل يرجع إليه [1] . وقيل : أصل الزور فارسي من قولهم : زور ، وهو القوّة [2] . ومنه حديث فاطمة ( عليها السلام ) عن أبيها ( صلى الله عليه وآله ) : « أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور » [3] . وقيل للكذب زور ; لكونه مائلاً عن جهته [4] . وكلُّ شيء يُتّخذ ربّاً ويُعبد من دون الله عزَّ وجلَّ