وفُسّر قول الشاعر :
أبو شتيمين من حصّاء قد أَفِلَتْ * كأنّ أطباءَها في رُفغها رُقَع معنى قد أفِلَت : ذهب لبنها . والمأفول ، هو إبدال المأفون ، وهو الناقص العقل [1] .
ومنه قوله تعالى : ( لا أُحبّ الآفلين ) [2] . وباعتبار الغياب جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد : « الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الأُفول » [3] .
أفن في وصيّة عليّ ( عليه السلام ) : « إيّاك ومشاورة النِّساء فإنّ رأيَهُنَّ إلى أفْنِ ، وعزمهنّ إلى وَهْن » [4] .
الأفن : النقصُ : ورجل أفين ومأفون : ناقص العقل . والمأفون والمأفوك جميعاً من الرجال : ضعيف العقل والرأي . وأفَنَ الناقةَ والشاةَ يأفِنُها أفْناً : حلبها في غير حينها ، وقيل : هو استخراج جميع ما في ضرعها . وأفَن الفصيلَ ما في ضرع أُمّه ، إذا شَرِبه كلّه .
قال أبو زيد : أُفِنَ الطعامُ يُؤفَنُ أفناً ، وهو مأفون ، للذي يُعجبك ولا خير فيه . والجوز المأفون : الحشَف [5] . والأفانينُ نبتٌ ، الواحدةُ أفانينهٌ . وأفانين الشَّباب : أوائِلُه [6] .
أكل في كتاب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية ، لما كتب له ، « أنّ الحرب قد أكلت الناس : ألا ومن أكله الحقّ فإلى الجنّة ، ومن أكله الباطل فإلى النار » [1] .
الأكل : تناول المطعَمُ ، وعلى طريق التشبيه قيل : أكلت النار الحطب ( 2 ) . وقد استُعير في حديث علي ( عليه السلام ) للقتل والفناء . وباعتبار الفناء والفساد قال ( عليه السلام ) عن عبد سرق من بيت المال : « مال اللّه أكل بعضه بعضاً » ( 3 ) .
وفلان استوفى أُكُلَهُ ، كناية عن انقضاء الأجل ، وأكل فلانٌ فلاناً : اغتابه ، وكذا أكل لحمه ( 4 ) . وتأكّلَ جسده ، وبه إكْلَةٌ ، بوزن جِلسَة ، وأُكال ، وأَكِلَةٌ بوزن تَبِعة ، أي حِكّة ( 5 ) . ومن هذا يفسّر الحديث « الغيبة أسرعُ في