الشكّ [1] . والرّيْب : أن تتوهّم بالشيء أمراً ما فينكشف عمّا تتوهمّه . والبدعة ما لم يستنّ قائلها وفاعلها بصاحب الشريعة [2] . ومنه ما روي عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه كان يقول في خطبته : « لا تَرْتَابوا فتشكّوا ولا تشكّوا فتكفروا » [3] . ومن هذا وصف علي ( عليه السلام ) الملائكة : « وعَصَمَهُم مِن رَيْب الشُّبُهات » [4] . وفي الحديث : « دع ما يُريبُك إلى ما لا يُريبك » يُروى بفتح الياء وضمّها ، أي دَعْ ما تشُكّ فيه إلى ما لا تشُك فيه [5] . وقوله تعالى : ( رَيْب المنون ) [6] . هو الموت ورزايا الدهر ، سمّي ريباً ، لا أنّه مشكك في كونه ، بل من حيث تشكك في وقت حصوله ، فالإنسان أبداً في ريب المنون ، من جهة وقته لا من جهة كونه [7] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) في ذمّ الدنيا وأعانت عليهم : « رَيْب المَنُون » [8] . والمنون في الأصل فعول من منه ، إذا قطعه ، لأنّ الموت قطوع [9] .
[ ريث ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن خلقه تعالى وإرادته : « لم يَعْترض دُونَه رَيْثُ المُبْطىء ، ولا أناة المُتلَكّىء » [10] .
الريث : البطء ، وراث يريث ريثاً . واسترثتُ فلاناً : استبطأته . وريّث الفرسُ والرجلُ : إذا أعيا أو كاد ( 11 ) . ومنه حديث فاطمة ( عليها السلام ) مع القوم : « ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريث أن تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثمّ أخذتم تورون وقدتها ، وتهيجون جمرتها » [1] .
ريث : من قولهم ما قعد فلان عندنا إلاّ ريث أن حدّثنا بحديث ثمّ مرّ ، أي ما قعد إلاّ قدر ذلك ، وهي لغة فاشية في الحجاز [2] . ومنه : « فلم يلبث إلاّ ريثما » أيْ إلاّ قدر ذلك . وقد يُستعمل بغير ما ولا أن ، كقوله : لا يصعُب الأمر إلاّ رَيْث تركَبُهُ [3] . ونفرتها : يقال نفرت الدابّة تَنْفرُ وتَنْفُر نفاراً ونُفُوراً ودابّة نافر ، وكلّ جازع من شيء نَفَورُ [4] . ونفرة الدابّة في قولها ( عليها السلام )