الخبر : قال جابر سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن السلف في روايا الماء ، فقال : « لا ، فإنّه يعطيك مرّة ناقصة ومرّة كاملة ، ولكن اشترها معاينة فهذا أسلم لك وله » [1] . الراوية : بعير السقّاء يُستقى عليه ، والجمع روايا [2] . ورويت على البعير أروى رَوْياً ، إذا استقيت عليه [3] . وروى البعيرُ الماءَ يرويه ، حمله فهو رَاوية ، والهاء فيه للمبالغة ، ثمّ أُطلقت الراوية على كلّ دابّة يُستقى الماء عليها . ومنه يقال : رويتُ الحديث إذا حملته ونقلته [4] . وقد يُراد من المعنى الجلد الذي يُحمل فيه الماء ، فالعرب تُسمّي الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب ، ولذلك قيل للجلد الذي يُحمل فيه الماء : راوية ، وإنّما الراوية البعير الذي يُستقى عليه [5] . ومن المجاز حديث علي ( عليه السلام ) : « رووا السيوف من الدماء ترْووا من الماء » [6] .
[ ريب ] عن هشام بن سالم قال : سأل حفص الأعور أبا عبد الله ( عليه السلام ) وأنا حاضر فقال : كان لأبي أجير ، وكان له عنده شيء فهلك الأجير فلم يدع وارثاً ولا قرابةً ، وقد ضقت بذلك كيف أصنع ؟ فقال : « رابك المساكين رابك المساكين ، فقلتُ : جُعلت فداك إنّي قد ضقت بذلك كيف أصنع ؟ فقال : هو كسبيل مالك ، فإن جاء طالب أعطيته » [1] .
رابك المساكين : يقال رابني الشيء يريبني ، إذا جعلك شاكّاً . وأراب فلانٌ إرابة فهو مريب ، إذا بلغك عنه شيء أو توهّمته [2] . رابني يريبني وأرابني بمعنى واحد . وبعضهم يقول : رابني تبيّنت منه الريبة ، وأرابني إذا ظننت به الريبة [3] . ومواضع الريبة : مسالك المعصية والشبهات ، وفيها قال عليّ ( عليه السلام ) مستعيذاً : « معاذِن الخَيْبة ومواضع الرّيبة » [4] . وفي حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم » [5] . أهل الريب : أهل