والمترفّق طالب الرفق من التجارة [1] . وفي حديث علي ( عليه السلام ) أيضاً في التذكير بنعم الله وما خلق في الأجسام : « بأبدان قَائِمَة بأَرْفَاقِها » [2] .
بأرفاقها : أي بمنافعها ، جمع رِفْق ، بكسر الراء ، مثل حِمْل وأحمال [3] . يقال : أرفقته : أي نفعته . وأولاه رافِقه : أي رِفْقاً ، وهو به رفيق لطيف ، وهذا الأمر بك رفيق ورافق . ومنه يقال للمتطبب مترفّق ورفيق . والرِّفق والمِرْفقُ والمرْفِقُ والمَرْفَقُ : ما استُعين به . وفسّر قوله ( صلى الله عليه وآله ) بالدعاء : « اللهم ألْحقني بالرفيق الأعلى » بأن الله تبارك وتعالى رفيق وفيق . فهو فعيل بمعنى فاعل [4] . وقد خُيّر ( صلى الله عليه وآله ) بين البقاء في الدنيا وبين ما عند الله ، فقال : « الرفيق الأعلى » [5] . وقيل : الرّفيق : جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى علّيين ، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة ، كالصديق والخليط ، يقع على الواحد والجمع [6] . وفسّر قوله ( عليه السلام ) : « إذا كان الرّفق خُرْقاً كان الخُرْق رِفْقاً » [7] . على ما قيل : إذا كان الرفق في الأمر غير نافع ، فعليك بالخرق ، وهو العجلة ، وإذا كان الخرُق ، أي العجلة ، غير نافع فعليك بالرفق . والمراد بذلك أن يُستعمل كلّ واحد في موضعه [8] . والمرْفَق في اليد ، والمرْفق :
المُغْتسلُ . ومرافق الدار : مصابّ الماء ونحوها . وفي حديث أبي أيّوب : وجدنا مرافقهم قد استُقبل بها القبلة يُريد الكنُفُ والحُشُوس . والمرْفقة ، كالوسادة ، وأصله من المرفق كأنّه استعمل مرفقه واتكأ عليه [1] . ومنه الحديث : « لا بأس أن يكون بين الرّجل والمرأة ، وهما يصلّيان ، مِرْفقة أو شيء » [2] . وقد روى عليّ ( عليه السلام ) أنّ مرْفقته ( صلى الله عليه وآله ) أدَم حشوها ليف [3] .
وقوله ( عليه السلام ) : « مُرْتَفِقٌ بخدّيه » [4] ، أي جاعل مرفقيه تحت خدّيه فعل النادم [5] .
[ رفه ] كتب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية موبّخاً : « فإن كان فيه عَجَل فَاسْتَرفِهْ » [6] .