مسافر إلى دار إقامته قال ( عليه السلام ) : « الرَّحِيلُ وَشِيكٌ » [1] .
[ رحى ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) ومخاطبتها الأنصار : « حتّى إذا دارت بنا رُحى الإسلام ، ودرّ حلبُ الأيّام ، وخَضَعت ثغرة الشرك ، وسَكَنت فَوْرَة الإفك ، وخَمَدت نِيران الكُفر ، وهدأت دعوة الهرْج ، واسْتوسَقَ نظام الدين » [2] .
دوران الرحى : كناية عن الدولة ودوران رحى الإسلام دوال دولته [3] . وفي الحديث « تدور رحى الإسلام لخمس أو ستِّ أو سبع وثلاثين سنة » والمعنى أنّ الإسلام يمتدُّ قيام أمره على سنن الاستقامة والبُعد من إحداثات الظلمة [4] . يقال : دارت رحا الحرب ، إذا قامت على ساقها . وأصل الرّحا : التي يُطحن بها . ومنه حديث سليمان بن صرد : « أتيت علياً ( عليه السلام ) حين فرغ من مرحى الجمل » المرحى الموضع الذي دارت عليه رحا الحرب . يقال : رَحيتُ الرّحا ورحوتها إذا أدرتها [5] . ومنها استعار عليّ ( عليه السلام ) لتغيّر الأحوال بقوله : « أتاكم شهرُ رمضان ، وفيه تدور رُحَى السلطان » [6] . وإنّما قالوا : دارت رحى الحرب لجولان الأبطال فيها ، وحركات الخيل تحتها . ودَوْر الرّحا يكون عبارة عن حالين مختلفين : إحداهما مذمومة ، والأخرى محمودة ، والمحمودة عبارة عن تحرك جدّ القوم ، وقوّة أمرهم ، وعلوّ نجمهم . ومن المذمومة قول عثمان بن حنيف الأنصاري ( رضي الله عنه ) يوم الجمل ، وكان في حيّز أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وقد رأى استحرار القتال واستلحام الأمر : دارت رحى الإسلام وربِّ الكعبة . أراد أنّ الناكثين بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهم أصحاب الجمل ، قد أزعجوا الإسلام عن مناطه ، وأزحفوه عن قراره [1] .
وقول عليّ ( عليه السلام ) عن الخلافة : « وإنّه لَيْعَلمُ أنّ مَحَلّي منها مَحَلُّ القُطْب من الرحا » [2] . معناه : قوام الخلافة والإمارة به ، لكون الحديدة القائمة التي تدور عليها الرحى ،