الرّحضُ : الغَسْلُ . رَحضَ يده والإناء والثوب وغيرها يَرْحَضُها ويَرْحُضُها رَحْضاً : غسلها . والرحيض : المغسول ، فعيل بمعنى مفعول . والمِرْحَضة والمِرحاضُ : المُغْتَسَلُ ، ورُحِض الرجلُ رَحْضاً : عَرِقَ حتّى كأنّه غُسِل جسده ، والرُّحضاء : العَرَقُ ، مشتقّ من ذلك ، في أثر الحمّى [1] . وقد رُحِض الرجلُ ، إذا أخذته الرُّحضاء . ومنه جاء الخبر : أنّه ( صلى الله عليه وآله ) جعل يمسح الرُّحَضاء عن وجهه في مرضه الذي مات فيه [2] .
[ رحل ] في حديث الباقر ( عليه السلام ) : « أنّه ( صلى الله عليه وآله ) كان يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ، فلّما سلّم قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السّجدة ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، إنّ ابني ارتحلني » [3] .
ارتحلني : أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري [4] . والراحلة عند العرب كلّ بعير نجيب ، سواء كان ذكراً أو أُنثى [5] . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلةً واحدة » [6] . يعني أنّ المرضيّ المُنْتَجب من الناس في عزّة وجوده كالنجيب من الإبل القويّ على الأحمال والأسفار الذي لا يوجد في كثير من الإبل [7] . ويقال لمنزل الإنسان ومسكنه : رحله ، وقولهم : انتهينا إلى رحالنا ، أي منازلنا [1] . ومنه يفسّر الحديث النبوي : « إذا ابتلّت النعال فالصلاة في الرحال » [2] . وباعتبار اشتداد فتن الزمان وكثرتها جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الفتن : « فِتَنٌ كَقِطَع الليلِ المُظْلِمِ لا تَقُومُ لها قَائِمَةٌ ، ولا تُردّ لها رَايَةٌ ، تأتيكم مَزْمُومَةً مَرْحُولَةً » [3] . أي تكون تامة الأسباب كاملة الآلات [4] . وقد جاءت الكناية في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن محاربة المشركين له ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : « ضَرَبَت إلى مُحَارَبَتِه بُطُونَ رَوَاحِلها » [5] .
وباعتبار الدنيا دار ممر وكون الإنسان فيها